بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 أيار 2023 05:05م عودة سورية لن تكون على حساب اللبنانيين..المعارضة أكثر اقتناعاً بمرشح يواجه فرنجية

حجم الخط
وسط انقسام واضح في مواقف القوى السياسية من عودة سورية إلى الجامعة العربية، فإنه يتوقع أن تكون لهذه العودة انعكاسات على الساحة الداخلية، مع ما يمكن أن تثيره من ردات فعل، بين مؤيد ومتحفظ. وهو ما ظهر بوضوح من مواقف هذه القوى . وبالتالي هل يمكن أن تساهم هذه العودة في رفع حظوظ مرشح "الثنائي" رئيس "تيار المردة سليمان فرنجية؟، أو أنها تدفع "حزب الله" إلى مزيد من التمسك برئيس "المردة"، سعياً لإيصاله إلى قصر بعبدا؟ وإن كان الحزب قد فتح الأبواب من خلال مواقف عدد من قيادييه أمام التفاوض مع الفريق المعارض بشأن الملف الرئاسي، لتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعد تصاعد التحذيرات من مخاطر استمرار الشغور الرئاسي الذي يهدد بانهيار ما تبقى من مؤسسات، مع ما يتركه من انعكاسات سلبية على صعيد الاستقرار العام .

لا شيء محسوماً حتى الآن، لكن يبدو أن الكتل المعارضة بدأت مشاورات حثيثة، من أجل للتوافق على أحد الأسماء في مواجهة فرنجية، وإن لا زالت الأمور تواجه صعوبات على هذا الصعيد، بعدما قالت المملكة العربية السعودية كلمتها، وأعلنت أنها لا تضع فيتو على أي اسم، وأن الانتخابات الرئاسية تخص اللبنانيين وحدهم، ما دفع الفرنسيين إلى التراجع، بعدما أدركوا أنهم وصلوا إلى الطريق المسدود. وهذا ما أعاد الكرة إلى الملعب اللبناني، الأمر الذي حتم على المعارضين، انطلاقاً من مبادرة النائب غسان سكاف، إعادة التواصل لضمان التوافق في الأيام المقبلة على أحد المرشحين، في مقابل إصرار الفريق الآخر على التمسك بفرنجية، وإن أبقى الباب مفتوحاً على خيارات أخرى، فيما يتوقع أن يستكمل السفير السعودي وليد بخاري جولاته على القيادات السياسية والروحية، لوضعها في أجواء الموقف السعودي الذي حمل اللبنانيين مسؤولية اختيار رئيس جديد للجمهورية، لإخراج البلد من الأزمات التي يواجهها .

وقد أكد السفير بخاري بعد تسليمه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للمشاركة في الدورة العادية الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي ستعقد في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية في التاسع عشر من الجاري، إن "الرؤية السعودية للبنان لا تنطلق من رؤية تفضيلية للعلاقة مع طائفة على حساب أخرى، والرياض تأمل ان يُغلّب الفرقاء السياسيون المصلحةَ اللبنانية العُليا لمواجهة التحدياتِ والمخاطر التي يعيشها لبنان." وهذه مواقف برأي مصادر نيابية، تؤكد على أن السعودية على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، وأنها لن تتدخل في الاستحقاق الرئاسي، كي لا يقال أنها تدعم فئة على حساب فئة أخرى"، مشددة على أن "عودة سورية إلى الجامعة العربية، لن تكون أبداً على حساب المصالح اللبنانية، وأن هذه العودة مشروطة، بانتظار ما ستتخذه دمشق من خطوات سياسية داخلية" .

وإذ يتوقع أن يلبي الرئيس ميقاتي الدعوة السعودية، لتمثيل لبنان في هذه القمة"، فإن المشاركة ستكون مناسبة، لتأكيد الدعم العربي للبنان، للخروج من مأزقه، وبما يمكنه من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وإن كان الملف الرئاسي قد أصبح في عهدة اللبنانيين الذين باتوا مطالبين بتسريع الخطوات من أجل التوافق على رئيس يقود سفينة الإنقاذ، لإخراج البلد من الأزمات التي يتخبط فيها، بعدما وصل حجم الانهيارات الاقتصادية والمالية، مستوى لا يمكن السكوت عنه . الأمر الذي يفرض على المكونات السياسية أن تحسم خياراتها، وتتلاقى حول شخصية لديها من الكفاءة والنزاهة، ما يؤهلها لقيادة السفينة وإيصالها إلى شاطئ الأمان .

وتؤكد أوساط معارضة بارزة، ل"موقع اللواء"، أنه "تم قطع شوط لا بأس به، من أجل اختيار مرشح رئاسي، يجمع حوله القوى المعارضة والتغييرية، لكن هذا الأمر بحاجة إلى مزيد من المشاورات، لاتضاح الصورة أكثر، وبانتظار اللحظة الإقليمية المناسبة التي توفر الأجواء الملائمة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي الذي بات أولوية تتقدم ما عداها"، مشيرة إلى أن "المعارضة باتت على قناعة بضرورة توحدها على مرشح، وإن كانت المعطيات المتوافرة لدى أكثر من جهة، تشير إلى أن ظروف لبنان الراهنة، تستدعي انتخاب رئيس توافقي، باعتبار أنه وحده القادر على إخراج اللبنانيين من النفق، والحصول على ثقة الدول العربية والمجتمع الدولي لتقديم المساعدات والدعم" .