بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 آذار 2024 12:04ص فلنُعيد لرمضان دوره وأصالته

حجم الخط
في عام 2006 تخطّى مسلمو لبنان جميع الدول الإسلامية لجهة عدد المرّات التي يرون فيها هلال شهر رمضان، ضمن هذه الرقعة الصغيرة من الأرض، حيث شاهدوه ثلاث مرات في ثلاث ليالٍ متتالية! 
إن من ينظر إلى خارطة العالم الإسلامي يُفاجأ بأن الهلال «ينُطّ» من فوق بعض المناطق، وإلّا فما هو تفسير هذا التباين في التماس هلال رمضان بين الدول المتجاورة والمتداخلة! علماً بأن مظاهر وحدة المسلمين (في الموقف، في القرار، في الصيام، في العيد، في الشكليات، في المعايير... وغيرها...)، وكلّ ما يجمع ولا يُفرِّق، هي أمور مطلوبة، ومرغوبة، ومُفيدة.
هذا والمنطق يقول إنه في شهر الصيام يُفترض أن تنخفض كميّة الأكل المُستهلك، ولكن للأسف، أصبح شهر رمضان المُبارك مرادفاً للاستهلاك الفاحش والهدر، وأصبح شهر الإسراف والتبذير من جميع الوجوه، شهر المآكل والأطايب، شهر انتشار الشحاذين في الطرقات، شهر مآدب التبرعات للجمعيات والمؤسسات، شهر مسلسلات التسلية للوسائل الإعلامية، شهر السهر والملذات وتدخين الأركيلة.
كما أصبح شهر رمضان مرتعاً لاستغلال التجّار الفجّار كي يسرقونا جهاراً عياناً تحت غطاء «صحن الفتّوش» ومُستلزمات الصيام!
نقترح «شهر رمضان سياسي» يمتنع فيه كل مسؤول سياسي وكل عامل في مجال الإعلام السياسي عن الكلام المباح وإطلاق التصريحات لمدة شهر، فإن لم يستطع فلمدة أسبوع، فإن لم يستطع فليوم واحد، فإن لم يستطع فلساعة واحدة وهو أضعف الإيمان!
وأيضاً في شهر رمضان المبارك، نتمنى على جميع القادة من سياسيين ورجال دين ومسؤولين وأولي أمر، أن يصوموا تماماً عن الكلام والتصريحات، وأن يستغرقوا في التأمل والنقد الذاتي، وأن يتضرعوا إلى ربّ العالمين ليغفر لهم أخطاؤهم وخطاياهم، خصوصاً أنهم يدرون ماذا يفعلون!
فلنُعيد لرمضان دوره وأصالته، ونتوقف عن الإساءة إلى هذا الشهر الفضيل الكريم المبارك، خشية أن يُصبغ بهذا المظهر السيئ في أعين وأذهان ووجدان الناس، فيترقبونه بقلق وهلع بدل الفرح والرجاء!