بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 أيلول 2018 12:17ص قرار عنصري بإمتياز!

حجم الخط
أميركا تعمل عن سبق تصوّر وتصميم، فتستهدف أكثر الناس حرماناً وتهميشاً وضعفاً على الكرة الأرضية، بسبب العدوان الصهيوني، الذي احتلَّ أرض فلسطين وهجّر أهلها، لتزيد معاناة اللاجئين منهم، فتوقف دعمها لـ»الأونروا»، الذي هو حق من حقوقهم، وليس بهبات وهذا القرار يعني: وقف الرعاية الصحية لهم!! وقف التعليم لأطفالهم!! ووقف الغذاء الذي هم بحاجة اليه!!
ويعني ذلك بكل وضوح عنصرية بإمتياز لقتل هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين، مادياً ومعنوياً، وابتزازاً مالياً وتمرير وتحقيق ما ترمي إليه الصهيونية وحلفائها.
إنّ أميركا في عملها وتصرّفها هذا تسعى إلى تفاقم الفقر والغضب بين اللاجئين، كما تسعى أيضاً إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط استكمالاً لمساهمتها في تغذية الإرهاب وصولاً إلى صفقة العصر، وبذلك فإنّها تقود المخطّطات الهادفة إلى شطب حق العودة، ليس فقط من ضمير اللاجئين بل العمل على شطبه من نتائج القرارات الدولية.
وما الموقف المؤيّد والمصفّق، الذي صدر عن مسؤولي العدو الصهيوني، إلا الدليل على خدمة مصالحه بإمتياز.
والغريب في الأمر أنّنا لم نسمع موقفاً من أي دولة عربية أو إسلامية يستنكر القرار الأميركي، ويعلن دعمه لصندوق «الأونروا»، لكننا نقدّر ونثمّن موقف وزارة الخارجية اللبنانية ضد نقل السفارة الأميركية الى القدس، وضد إعلان يهودية الدولة، وضد وقف تمويل «الاونروا»، ونثمّن ايضاً موقف المجلس الوطني الفلسطيني، الذي طالب برلمانات العالم برفض القرار الأميركي ومواصلة دعم «الاونروا».
حان الوقت للوقوف بوجه هذه العنصرية التي تمارسها أميركا في قتل الشعب الفلسطيني، وندعو جامعة الدول العربية، كما ندعو البرلمانات العربية والإسلامية الى اتخاذ موقف حازم ودعم ثابت ضد القرار، ومع «الاونروا»، ومع تقديم يد العون الاخوي للصمود، كما ندعو دول العالم وشعوبها للوقوف بوجه القرار ايضاً ليس فقط للرسالة الإنسانية التي تقوم بها «الاونروا»، بل لمنع تهديد السلام في الشرق الأوسط، ونعتبر أنّ ما أُبدِيَ من مواقف صدرت عن بعض الدول الأوروبية هو من بدايات التعبير عن التمايز بينها وبين الموقف الأميركي العدواني.
سوف لن ينسى شعبنا، وسيبقى في ذاكرته كل مَنْ وقف ويقف معه في الحفاظ على مقومات الحياة والوجود الى أبد الآبدين.
وبما أنّ الجمعية العامة للأمم المتحدة، هي المرجعية لوكالة غوث اللاجئين، نؤيّد المطالبة من الجميع العمل على ادراج وكالة الغوث وخدماتها على جدول اعمال الدورة (72) للجمعية العامة التي ستبدأ اجتماعاتها السنوية قريباً، ويكون ذلك التزاماً بدعم وكالة الغوث لهم وفقاً للقرار رقم (194)، خاصة أنّ وجود هذه الوكالة هو ضمانة للحيلولة دون توطين اللاجئين، وضمانة لاعادتهم الى ارضهم والوصول الى حقوقهم.
تبقى وحدة الموقف العربي والإسلامي هي الطريق لتعطيل تلك المخطّطات الرهيبة، وتبقى الوحدة الوطنية الفلسطينية القوّة الأساسية للقضاء على العنصرية المتجدّدة، وتبقى المقاومة طريق الانتصار ولا طريق سواه. 

* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب.