بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 آذار 2023 12:43ص كمال  جنبلاط في ذكراك أنت حيّ فينا

حجم الخط
كمال جنبلاط المعلّم الذي أرسى عقيدته الاشتراكية في عقول وضمائر الكثيرين الذين نبذوا التفرقة وحاربوا الاقطاع وتخلّوا عن الأنانية والفردية، علّم جيلاً كاملاً كيف يكون الإنسان إنساناً، وكيف تكون الرجال رجالاً.
يطلُّ علينا يوم السادس عشر من شهر آذار حاملاً معه الذكرى السادسة والأربعين لرحيل واستشهاد الزعيم الوطني اللبناني والعروبي التقدمي والمناضل الأممي حامل وسام لينين.
كمال جنبلاط أيها المعلم الشهيد، نشتاق إليك دائماً قائداً وطنياً وعربياً مؤمناً بعروبته، قائداً سائراً مع شعبك تناضل من أجل سعادته وحريته وبقائه مرفوع الهامات.
نشتاق إليك دائماً فلا يجد النسيان الى عقولنا طريقاً، وكيف لا وها هي أقوالك راسخة فينا، وها هي مواقفك لم تزل ظاهرة للعيان رغم السنين التي انقضت على استشهادك، استهدفوك أيها المعلم، ولكن فاتهم مثلك لا يموت، لأن الكلمة الحرّة لها أجنحة تحلّق بها فوق كل بغضاء ورغم كل تخلّف وظلام.
لن ننسى أيها القائد توجيهك لنا في اللقاء مع شباب كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية في دار آل زين في البسطة الفوقا/ بيروت، عام 1966 ونقول ستبقى فينا قائداً عظيماً، وملهماً لنا وللأجيال الآتية نفتدي بك ونسير على خطاك مستمرين بأفكارك التقدمية المتحررة من قيود الذل والاستسلام، المناهضة للاستعمار والامبريالية ولكل متسلّط على حقوق لبنان وحقوق الأمة.
أيها المعلّم الشهيد لن ننسى كلمتك التي ألقيتها في احتفال ذكرى الأربعين للزعيم جمال عبد الناصر في قصر الأونيسكو الذي دعا إليه ورعاه آنذاك فخامة الرئيس سليمان فرنجية قولك «أيها البطل في الهزيمة لقد حلى الموت من بعدك». فإذا بالعناية الإلهية تحدد لحاقك بجمال عبد الناصر في 16/3/1977.
أيها المعلّم،
في السادس عشر من آذار من كل عام نستعيد ذكراك ونعاهدك أن نبقى على العهد مخلصين للأمة العربية مناضلين من أجل فلسطين القضية التي آمنت بها وناضلت من أجلها ونستمر في النضال حتى الانتصار الأكيد.
كمال جنبلاط أيها الزعيم الشهيد، أيها المناضل الصلب، وأنت في عليائك بجوار ربك في «جنة المأوى» شهيداً حيّاً إعمالاً بنص الآية الكريمة (رقم 154 سورة البقرة) {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون}.
أنت حيّ فينا، وستبقى، رحمك الله.

* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب