بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 شباط 2021 09:16ص لماذا لقمان سليم؟!

حجم الخط
كان لقمان سليم يمتاز بشجاعة عالية وبحرية رأي كبيرة وبحس المواطنة في وطن حولته قياداته الى مزرعة سياسية. وهو كان بالتأكيد في فئة أصحاب السقف الأعلى في الرأي السياسي في مواجهة كل الطبقة السياسية، مع تميزه بمواجهة حزب الله ودوره ومسؤوليته في ما يجري على الساحة اللبنانية. وكان لقمان سليم مناضلاً في المجال الفكري في الثورة اللبنانية. وقد كان حاضراً ومحاضراً فيها. وقد تعرضت إحدى الخيم التي شارك في محاضراتها للحريق المقصود بسبب مواقف له ولزملائه لم تعجب البعض. ولقمان سليم في كل ما سلف هو رجل مسالم، واجه سلاح حزب الله بالكلمة وبالقلم فقط. إن خسارة لقمان سليم هي خسارة جندي من جيش المفكرين السلميين الذين لا يهابون الموت. وخسارته هي خسارة بطل ستفتقده الساحات والشاشات وسيفتقده كثيراً المناضلون الأحرار.
بحسب أجواء لقمان نفسه ورسالته التي كتبها منذ أكثر من سنة حمّل لقمان مسؤولية ما قد يصيبه الى حزب الله وحركة أمل مع قيادتهما. والمعروف أن لقمان تعرض للقتل في منطقة تقع تحت نفوذ سلاح الجهتين اللتين أشار إليهما. وتبدو عائلته تتجه باتهام أحدهما على الأقل. والقاتل قد يكون كما تفكر العائلة، أو احتمال آخر يجب على الطرفين المساهمة في كشفه لابعاد الاتهام عنهما، احتمال يريد أن يدفع العائلة الى الاتهام المحسوم في ذهنها! وفي كل الأحوال، فالخسارة تلحق بالكلمة الحرة وبالرأي الحر، وتحمل رسائل باتجاهات مختلفة لترهيب «شيعة السفارة» ولترهيب كل أصحاب الآراء الحرة التي يستحيل ترويضها.
إن اغتيال لقمان سليم هو تصعيد أمني خطير. وهو خطوة أولى في أداء قد لا يكون يتيماً. وهو ينذر بإسقاط أكثر من خط أحمر وضعته القوى المتصارعة في أسلوب تعاطيها داخل لبنان. فهل استنفدت هذه القوى كل الحلول مع الخصوم أو مع بعضهم حتى وصلت الى حل الاغتيالات؟ وهل الاغتيال بالنسبة لها هو الحل الأسهل أم هو الحل الأخير؟ وهل يكون دم لقمان هو انتصار القلم على الرصاص، وكذلك، انتصار الدم على الرصاص كما انتصر، قبل زمن بعيد، الدم على السيف؟!