بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 كانون الأول 2023 12:00ص ما سبب نفورنا من آية «فتبيّنوا»!

حجم الخط
في الوقت الذي تجري من حولنا أحداث جسيمة، تغُصّ مواقع التواصل الاجتماعي بكمّ هائل من الفيديوهات والتسجيلات الصوتية والصور والأخبار الكاذبة المزوّرة، وللأسف تأخذنا الحمية ونقوم على الفور بالترويج وبحماسة لهذه الأكاذيب دون أي شك أو تردد أو سؤال، أو أدنى بحث وتحقق، وبذلك نُسيء إلى قضايانا، ويتم استغلالنا لنشر الأكاذيب والتضليل!
إن مساوئ وسائل التواصل الاجتماعي قد فاقت محاسنه بأشواط، ولا سيما لجهة تحوّلها إلى سلاح رخيص، قذر، وفتّاك لنشر الإشاعات والتسبّب بالفتن والقلاقل.
ومعروف إحصائياً أن الإشاعة إذا انتشرت ووصلت إلى 100 شخص، ثم تبعها توضيح مُدعّم بالإثباتات والدلائل، وتمّ العمل على نشره بكفاءة وعلى أوسع نطاق، فإنه رغم ذلك لا يصل سوى إلى 65 شخصاً على أكثر تقدير! فمن يحمل وزر نشر الأكاذيب والأباطيل والإشاعات المُغرضة، ووزر تضليل الناس؟!
وحين تواجه ناقلي «البوستات» والفيديوهات بالتوضيح والتصحيح والبرهان، تأخذهم العزّة، ويأخذون الأمر على محمل شخصي، ويُكابرون عبر منطق الردّ بـ«بس يمكن كذا»، والأنكى عبر اللجوء إلى القول «الله أعلم»!
مع أن معظمهم يُجيدون استخدام أنواع التكنولوجيا كافة، ويستخدمون مختلف محركات البحث للتفتيش عن أغنية أو فيديو أو الاستقصاء عن حفل فني أو موضة أزياء، فهم يتقاعسون عن التحقق من المعلومة قبل نشرها!
في هذه الظروف المعقّدة التي نحن فيها، أنصح نفسي والآخرين إلى المبادرة بحذف وعدم تناقل أي فيديو أو تسجيل صوتي أو أي موقف ليس معروفاً صاحبه أو قائله، خاصة لأن معظمنا غير قادر (أو غير راغب) في التحقق وتبيّن صحة المعلومات ودقّتها. وقد يُدس السّم في شهد العسل.
إنني عندما يتبيّن لي أن معلومة ما غير صحيحة، ينتابني القلق وأسارع إلى إرسال التصحيح لكل من أرسلت إليهم هذه المعلومة الخطأ، مع الاعتذار منهم. كما أرجو وأتمنى على من أرسلها إليّ توزيع التصحيح بالهمّة ذاتها التي نشرَ فيها المعلومة الخطأ.
ما أسوأ أن نخفي تقصيرنا في البحث والتقصّي عبر الاختباء والانكفاء والتلطّي خلف عبارة «الله أعلم»! بينما الله تعالى يأمرنا ويقول: «اقرأ»، ويقول: «فتبيّنوا»، ويقول: «قل سيروا في الأرض فانظروا»، ويقول: «واعلموا».
أتمنى أن أقع على دراسة أو بحث موثّق عن سبب نفورنا من آية «فتبيّنوا»!