بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 تموز 2022 08:10ص ما معنى طرح تقسيم بلدية العاصمة وما الغاية منه في هذا الوقت؟

حجم الخط
كثُر حديث بعض الأطراف في الأسابيع الأخيرة عن تقسيم بلدية بيروت الى بلديتين حسب الدائرتين الانتخابيتين في قانون الانتخاب الأخير، أي بلدية تضم:الأشرفية، الرميل، المدور، والصيفي.وأخرى تضم: مناطق: المزرعة، المصيطبة، زقاق البلاط، الباشورة، رأس بيروت، دار المريسة، وميناء الحصن. وبصرف النظر عن الذرائع والحجج الواهية التي يعتمدها هؤلأ لتبرير طرحهم التقسيمي لبلدية العاصمة، إلا انه يكشف عن جهل تام بتاريخ بيروت وماضيها وحاضرها ومستقبلها.
فقد شهدت أبرز مدينة عربية متوسطية تطورا هاما ومذهلا، فبعد أن كانت بيروت بلدة صغرى، أخذت تخرج من ملامحها الريفية الى ملامح مدينية، ومنذ عام 1888 اتخذتها الإمبراطورية العثمانية مقرا وعاصمة لولاية بيروت، وليس لدويلة بيروت، ومن هنا تعاظم شأن المدينة، فكانت ولاية بيروت الجنوبية تمتد من بيروت المركز حتى نابلس، وكانت بيروت الشمالية تمتد من بيروت حتى اللاذقية، وكان يحكمها والٍ عثماني، مقره في بيروت ويدعى والي بيروت حتى عام 1918. ومع بدء مرحلة الانتداب الفرنسي كان إعلان الجنرال غورو عام 1920 دولة لبنان الكبير بعاصمته بيروت، مما يعني ان بيروت كانت تكبر بدورها ومكانتها على الدوام، وهي الآن بمساحتها التي تبلغ نحو 19 كيلومترا مربعا تضم في جنباتها لوحدها نحو ثلث عدد سكان لبنان من جميع مكونات اللبنانيين بما معناه ان 18 طائفة تعيش في المدينة. وهي ظاهرة قلّ ما تشاهدها ببهائها في أي مدينة أخرى، كما بيروت.
ثمة أسئلة عديدة هنا عن معنى وغاية الطرح التقسيمي لبلدية بيروت الذي يتبارى عليه حزب «القوات اللبنانية» و «التيار الوطني الحر» وغيرهما، بينما لم يجرؤ أحد على مثل هذا الطرح في «عز» الحرب الأهلية، حينما أخذت أدبيات هذه الحرب اللعينة تتحدث عن «بيروت الغربية» و«بيروت الشرقية».
وإذا تذرع بعض الداعين الى تقسيم بلدية العاصمة بالأضرار التي ألحقها انفجار المرفأ في دائرة بيروت الأولى، فيبدو انهم لم يعلموا أيضا بالأضرار والخسائر التي لحقت في مناطق دائرة بيروت الأولى القريبة والبعيدة عن المرفأ، وإذا كان يشاهدون الحفر في شوارع الدائرة الأولى من بيروت، فانهم من المؤكد لا يتجولون في شوارع دائرة بيروت الثانية ليكتشفوا حال شوارعها وأحيائها وأزقتها، كما انهم لم يعرفوا ويكتشفوا ما يفعله «النكيشة» في مستوعبات النفايات في هذه الدائرة في كل شوارعها بلا إستثناء.
قد يكون ضروريا إعادة التذكير بالأرقام وفق الانتخابات النيابية 2022، حيث بلغ عدد الناخبين في كل بيروت 505 آلاف و687 ناخبا بواقع 134825 ناخبا في دائرة بيروت الأولى و370 ألف و862 ناخبا في بيروت الثانية، فيما بلغ عدد الناخبين حسب الطوائف في الدائرتين على النحو الآتي:
سنّة: 387196 ناخبا 
شيعة: 81074 ناخبا
دروز: 6066 ناخبا
علويون: 250 ناخبا
موارنة: 20074 ناخبا
ارثوذكس: 43686 ناخبا
كاثوليك: 19115 ناخبا
أرمن ارثوذكس: 42342 ناخبا 
أرمن كاثوليك: 8837 ناخبا
انجيلي: 6424 ناخبا
أقليات: 26623 ناخبا
ثمة ملاحظة أخيرة برسم دعاة تقسيم عاصمة لبنان الى بلديتين انه منذ الانتخابات البلدية عام 1998، مرورا بانتخابات 2004 وانتخابات 2016 كان الناخبون البيارتة ينتخبون مجلسا بلديا مؤلفا مناصفة بين 12 مسلما و12 مسيحيا. فحذار من طرح مثير في هذا الزمن الصعب، فبيروت ستبقى رمز الوحدة الوطنية وعاصمة واحدة ببلدية واحدة.