بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 أيار 2023 12:00ص ما هكذا تُؤتى بيروت يا سماحة السيّد!

حجم الخط
هذا المقال نُشر في جريدة «اللواء» بتاريخ 18 أيار 2009، وأعيدُ نشره دون أي تعديل من منطلق التذكير إن نفعت الذكرى:
أنا البيروتي توقعت (دون جدوى) اعتذاراً أو التفاتة لياقة تجاه بيروت وأهلها عمّا حصل في السابع من أيار 2008، «لكن يَرضى القتيل وليس يرضى القاتل»، فقد حدث العكس وتوقع المعتدون مني (على مدى سنة من التصريحات المتعاقبة لمسؤوليهم) الإعتذار وطلب المسامحة والتوبة والمغفرة، رغم ما تعرضتُ له من استباحة وترويع وفق خطة مدروسة ومبرمجة واستباقية، وعن سابق تصور وتصميم!
ليس هذا فحسب، بل أضحى «المطلوب» كما جاء في الكلام التصعيدي الإستفزازي الخطير لأمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصر الله، أن لا أنسى السابع من أيار، ووصل به المطاف إلى أن يقول بفخر وخيلاء «أعلن السابع من أيار يوماً مجيداً من أيام المقاومة في لبنان»... فعلى من انتصرت «المقاومة»؟ على «العدو» في «مستوطنة بيروت»!
والأنكى أن السيّد يريدنا أن لا ننسى أبداً وإلا «أدّبنا» مرة أخرى، ومن يدري فقد تكون العصا في المرة المقبلة أغلظ وأطول، والتأديب أقسى وأعنف!
ثم هل يا ترى سيتم الاحتفال بهذه الذكرى أسوة بمهرجانات ذكرى التحرير؟ وهل إعلان السابع من أيار من كل عام «يوماً مجيداً» هو مسعى فعلي وعملي حتى لا ينساه أحد على الإطلاق فتنكأ الجروح في كل سنة! وماذا نقول لأمهات وأهالي من قضى ظلماً في هذا اليوم الأسود المشؤوم من علاقات «العيش الواحد» لأبناء الوطن الواحد؟ وماذا نقول لمن أهدرت كرامته، ومن استبيحت ممتلكاته؟
وأضاف السيّد أن قدرات «حزب الله» بإمكانها «أن تدير بلد مئة مرة أكبر من لبنان... فهل سيعصى علينا 10452 كلم مربع»... ونحن نذكّره بغزاة الخارج ولوحات نهر الكلب، كما نذكّره بمغامرات الداخل وأحداث لبنان منذ عام 1860، وما آلت إليه الأمور في كل مرة استأنست فئة ما قوة، وتوهّمت أن ذلك يتيح لها قلب المعادلات.
قال أمين عام «حزب الله»: «نحن نقرأ الماضي لنعتبر منه في المستقبل»، وحبذا لو قرأ البيارتة الماضي، وتحديداً استباحة بيروت في السادس من شباط 1984، ربما لما تكرر ما جرى في أيار 2008. وحسناً يفعل السيّد في استقراء الماضي لأن التاريخ واضح وجليّ فيما آلت إليه الأمور في الأحداث المشابهة.
وأخيراً، لم يكن البيارتة يوماً خونة وعملاء للصهاينة، ولن يكونوا أبداً، وما سقوط الشبكات العميلة المتهاوية في طول البلاد وعرضها سوى خير دليل وبرهان. ومن المحال أن تطال يد الغدر نفوس أهالي بيروت وأرواحهم وأفئدتهم، لذا حذار نفاد صبر الحليم...