بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 تشرين الثاني 2022 03:59م معركة عون ترشيح باسيل والحزب ليس معنياً

حجم الخط
بعدما أحكم الشغور قبضته على مقام الرئاسة الأولى، وبقاء حكومة تصريف الأعمال، وسط خلاف يتفاقم حول أحقيتها بتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة، يدخل لبنان مرحلة شديدة التعقيد، في ظل انقسام حاد بين مكوناته، على خلفية الكثير من الاستحقاقات الداهمة، وفي مقدمها انتخابات رئاسة الجمهورية التي تشكل المدخل لاستقامة الوضع وتشكيل حكومة جديدة، لإخراج لبنان من المأزق الذي يتهدد الجميع. وفيما يتحضر الرئيس السابق ميشال عون، للبدء بمرحلة سياسية جديدة، بعد انتهاء عهده، في صفوف "التيار الوطني الحر"، عنوانها الأساسي خوض معركة صهره رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الرئاسية، تكشف المعلومات المتوافرة لموقع "اللواء"، أن إعلان ترشيح باسيل وضع على نار حامية، وسط ترجيحات بأن يحصل هذا الأمر في الأيام القليلة المقبلة، في سياق حرص الرئيس عون على التأكيد أن صهره، مرشح قوي وجدي لرئاسة الجمهورية، وكي يبعث برسالة إلى الأقربين والأبعدين، بأن باسيل هو الأحق بخلافته، من منطلق كونه يتمتع بأكبر شعبية مسيحية، وعلى رأس تكتل نيابي، يعد الأكثر تمثيلاً في بيئته . وعلى هذا الأساس، يشهد مقر عون الجديد في الرابية سلسلة اجتماعات وزارية ونيابية وحزبية، في إطار استكمال التحضيرات لإعلان ترشيح باسيل، كورقة ضغط على الحليف "حزب الله"، سعياً للحصول منه على موقف من هذا الترشيح في حال إعلانه .


وتشير المعلومات، إلى أن "حزب الله" لا يجد نفسه معنياً بهذا الترشيح في حال إعلانه، بالرغم من الحلف الذي يجمعه مع "الوطني الحر" ورئيسه، لجملة اعتبارات، يأتي في مقدمها، أنه لم يتم الدخول في النقاش الجدي مع المعنيين بشأن الاستحقاق الرئاسي بعد، بانتظار تهيئة المناخات الداخلية والخارجية، إضافة إلى

أن الحزب، لا يريد إغضاب حليفه الآخر الرئيس نبيه بري، بإطلاق أي موقف مؤيد لباسيل. كما أنه حريص على إبقاء التواصل ثابتاً مع زعيم "تيار المردة" سليمان فرنجية الذي يعتبر من أقوى المرشحين للانتخابات الرئاسية . كذلك فإن الحزب لم يعط موقفاً، لا إيجاباً أو سلباً من انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية، وإن كان المقربون من قيادته، لا يعتقدون أنها تمانع في انتخابه، إذا حصل على الإجماع المطلوب .

وفي حين استكملت التحضيرات، للمنتدى السياسي الذي تنظمه السفارة السعودية في لبنان، السبت المقبل في الأونيسكو، دعماً لاتفاق الطائف في الذكرى ال33 لولادته، يواصل سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري جولاته المناطقية، في إطار تأكيد بلاده الحازم على تأييد هذا الاتفاق الذي لا يزال يحظى برعاية عربية ودولية، في مواجهة محاولات الالتفاف عليه، من قبل المتضررين، في لبنان والخارج، والذين يتحينون الفرص للانقضاض عليه، والدفع باتجاه أخذ البلد نحو المجهول، من أجل خلق مناخات تساهم في إمكانية السير بنظام جديد، على أنقاض النظام الحالي . وهذا أمر بدا بوضوح أن المملكة العربية السعودية والدول الخليجية الأخرى، لن تسمح لأحد بتعريض اتفاق الطائف للخطر .

ويتوقع أن يكون منتدى دعم "الطائف"، مناسبة لحشد أكبر وأوسع تأييد لهذا الاتفاق، في مواجهة الذين يحاولون القفز فوقه، لإغراق لبنان بالفوضى، من خلال تعميم أجواء الفراغ وشل عمل المؤسسات، والترويج للقاءات خارجية مشبوهة، غايتها السعي لخلق الأجواء المؤاتية للانقلاب على "الطائف"، وهو ما حذر منه السفير بخاري، مؤكداً الحرص على حماية هذا الاتفاق، ومواجهة أي محاولة لاستهدافه، من الداخل والخارج.