بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 شباط 2024 12:01ص من ينتخب رئيس لبنان النواب أم السفراء؟

حجم الخط
يتساءل اللبنانيون في ظل زيارات واجتماعات سرية مكوكية يقوم بها أكثر من مسؤول لبناني الى عواصم القرار الإقليمي والدولي الذين يجتمع سفرائهم في العاصمة بيروت بدورهم للبتّ برئاسة الجمهورية اللبنانية، عن  جدوى دور المؤسسات الدستورية في بلادهم المعنية بانتخاب رئيس للجمهور، ويتنادرون على طريقة شر البلية ما يضحك من ينتخب الرئيس اللبناني النواب أم السفراء؟! في ظل استجداء حركة السفراء الأشقاء والأصدقاء المعتمدين في بيروت على شكل ثنائيات ورباعيات وخماسيات وغير ذلك للبحث قي شؤون انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وقد تحوّلت معظم الاستحقاقات المماثلة ما عدا رئاسة المجلس النيابي نفسه المناطة به صناعة مجمل السلطات الأخرى، في إشارة واضحة الى مركزية الخلل المستعصي في بنيوية تكوين ذلك المجلس بمعنى ان الوصول الى سلاسة تكوين السلطات مستقبلاً تتطلب صناعة مجلس نيابي حقيقي على أعين اللبنانيين بعيداً عن التدخّلات الخارجية.
بالأمس القريب تم العبث بطريقة تكوين الحكومة اللبنانية ورئاستها تحت سوريالية الاستشارات والتكليف والتأليف التي تم خلالها حرق المزيد من القيادات والمراحل ومعها احترقت مصالح اللبنانيين واليوم وعلى نفس القاعدة تحرق الشخصيات الرئاسية الواحدة تلو الأخرى حد الإحراق المجازي لموقع رئاسة الجمهورية نفسه على وقع استمرار المشادات التي لا تنتهي تحت حجج تفيد مضامينها ان هناك من يحاول قضم مصالح اللبنانيين باستمرار من خلال تناول وجبات تكوين السلطات وصولاً لدولة العدالة والإنتاج.
ولان أصحاب السعادة السفراء عرفوا قدرهم وقدر مهمتهم فتدللوا بحركات لولبية لا تغني ولا تثمر بغياب السفير «الملك» فخلافات المستويين الإقليمي والدولي فيما بينهم لا تقلّ تعقيدا عن المشكلة التي هم بصدد تناولها.
ما يحدث إساءة كبيرة للشعب اللبناني المتواطئ هو نفسه في صناعة مجالس نيابية تنقصها العزيمة الوطنية والروح الاستقلالية.
الشعب اللبناني لم يعد يريد سمسارات لا داخلية ولا خارجية على شكل تسويات لتكوين السلطات لأنها ستعمّق المشكلة وتؤسس لأزمات أشدّ استعصاءً، لان التنازلات هنا ليست لأجل الوطن فهي بحقيقتها تجذّر حالة الابتزاز السياسي والوطني فيصعب إقتلاعها.
يحتاج اللبنانيين الى مؤسسات قادرة على إنتاج طبقة سياسية تستطيع تحسين ظروف حياتهم بشكل شامل ومستمر، لا أن تكون هي نفسها سبب شقائهم وتعاستهم، وقد عجز اللبنانيين المقيمين عن إنقاذ بلدهم لعل الأمر يتطلب برلمان بأكثرية اغترابية.