بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 آذار 2024 12:00ص ميناء غزة المؤقّت: أهداف وخفايا!

حجم الخط
في الوقت التي لا تسمح فيه إسرائيل بدخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة عبر المعابر البريّة، نجدها تُرحب بخطة أميركية، أعلنها الرئيس بايدن، لبناء «ميناء مؤقت» على ساحل غزة لتوصيل المساعدات الإنسانية عن طريق البحر.
وستشمل الخطة ممراً بحرياً لجلب المساعدات والغذاء والدواء والإمدادات الأخرى من ميناء لارنكا في قبرص، الذي سيُصبح مركز الإغاثة الرئيسي، وسيكون الإسرائيليون قادرين على إجراء عمليات التفتيش لشحنات المساعدات في لارنكا، خاصة لأن الميناء القبرصي مجهز بالفعل بمعدات فحص عالية التقنية تسمح للمسؤولين الإسرائيليين بالتحقق من محتوى الشحنات. وفي رواية أخرى، يُقال أن الشحنات ستذهب أولاً إلى ميناء إسدود الإسرائيلي ليتم تدقيقها وفحصها ثم ترسل تحت سيطرة البحرية الإسرائيلية والمسيّرات إلى القطاع.
وبحسب تقارير صحفية، يشمل الميناء أساساً رصيفاً مؤقتاً بغاطس لن يقل عن 17 متراً، كي يكون قادراً على استيعاب السفن الكبيرة الحاملة «الغذاء والماء والدواء والمأوى المؤقت»، ويهدف إلى تفريغ المساعدات، وتوفير القدرة على استيعاب حمولات مئات الشاحنات من المساعدات يومياً، على أمل أنه «في نهاية المطاف يتم تقديم مليوني وجبة غذائية يومياً لمواطني غزة». وسيتصل الرصيف العائم باليابسة عبر جسر مؤقت، ليس واضحاً، حتى الآن، أين سيكون موقعه. وأيضاً، لم يتضح إذا ما كانت القوات الإسرائيلية أو قوات أخرى ستوفر الأمن للميناء المؤقت.
وتشمل الخطة نشر قوات أميركية، وسيبقى العسكريون الأميركيون في عرض البحر مع مشاركة حلفاء آخرين في التنفيذ. وأشارت المصادر أن العملية لن تتطلب وجود قوات أميركية على الأرض لبناء الرصيف، وأن الجيش الأميركي لديه «قدرات فريدة» ويمكنه القيام بهذه المهمة «من البحر فقط».
وأوضح مسؤولون أميركيون أن تنفيذ هذا المشروع الكبير «سيتطلب عدة أسابيع للتخطيط والتنفيذ».
ولفت مسؤول أميركي إلى أنه تم إبلاغ الإسرائيليين بالمشروع وستعمل الولايات المتحدة معهم بشأن المُتطلبات الأمنية، مع التنسيق مع «شركاء وحلفاء» منهم بريطانيا، والأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة العاملة في غزة. وتابع المسؤول أن الإمارات العربية المتحدة وقطر تجريان محادثات مع القبارصة حول كيفية المساهمة في الممر البحري.
وسيتم إنشاء تحالف مُتعدد الجنسيات يعتمد على الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ومجموعات أخرى لضمان وصول المساعدات إلى «الأماكن الصحيحة» في قطاع غزة.
وستتولى بريطانيا تأمين الشحنات وحراستها في الطريق البحرية لحين وصولها، وحراستها حتى وصولها إلى مواقع التجمع والتفريغ.
تاريخنا مليء بخداع وخديعة الغرب، وتآمر إسرائيل، فماذا تُخفي المُبادرة هذه المرّة؟
نرى تارة مساعدات أميركية عبر الإنزال الجوي، وطوراً نسمع حديثاً عن مرفأ مؤقت، فهل هذا محاولة لإرضاء القاعدة الانتخابيّة الأميركية التي تُطالب بمساعدات إنسانية فورية وواسعة لأهل غزة؟
تُشير التقديرات إلى أن الجهود التي ستُبذل مُكلفة للغاية، وربما تصل تكلفة إنشاء الرصيف العائم ونفقات الشحن إلى عشرات الملايين من الدولارات على مدى عدة أشهر، فما هو سبب هذا السخاء؟!
وماذا نستنتج من تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالنت خلال جولة تفقدية على شاطئ غزة حيث يُفترض ان يقام الميناء الأميركي العائم، حين قال إن إسرائيل ستضمن أن المساعدات التي ستصل عن طريق البحر إلى قطاع غزة لن تصل إلى حركة حماس، بل «ستُسرّع انهيارها».
ومن سيتكفل بتسلّم الشحنات في الميناء المنتظر، ثم توزيعها على مئات الآلاف من الجوعى؟ وماذا عن التسريبات حول تنسيق مع عائلات في القطاع وترتيبات يُشرف عليها بعض السياسيين الفلسطينيين؟!
ظاهر هذه المبادرة هو البُعد الإنساني، حيث تهدف إلى إيصال المساعدات الإغاثية والطبيّة إلى قطاع غزة، فما هي الأهداف الخفيّة؟ هل من بينها تشجيع هجرة الفلسطينيين طوعاً إلى أوروبا، وإلغاء دور معبر رفح البري على الحدود مع مصر، وإيجاد موطأ قدم دائم للسلطات الأمنية الإسرائيلية في القطاع، وربما إلغاء دور الأونروا أو تحجيمه؟
لا ريب أن وراء الأكمة ما وراءها... فمتى يذوب الثلج ويظهر المرج؟!