بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 كانون الأول 2022 12:00ص هل تصل العلاقة بين «الحزب» و«التيار» إلى مرحلة «هذا فراقُ بيني وبينك»؟

انتخاب رئيس الجمهورية إلى ما بعد الربع الأول من العام المقبل

حجم الخط
ثمة من يؤكد من المسؤولين السياسيين الذين يعملون على خط ابتداع صيغة ما يتوافق عليها أهل الحل والربط في لبنان تؤدي الى انجاز الاستحقاق الرئاسي، بأن هناك استحالة كبيرة في انتخاب رئيس للجمهورية قبل الربع الاول من العام المقبل، وهم يرون انه لولا حرص رئيس مجلس النواب نبيه بري على ممارسة حقه الدستوري في الدعوات المتتالية لجلسات الانتخاب، لكان علّق هذه الجلسات منتظراً ان تتبلور صورة المشهد الإقليمي والدولي لأنه على يقين بأن الوضع السياسي المنشطر الى أبعد الحدود وخصوصاً تحت قبة البرلمان لا ينتج رئيساً لا بل يستحيل معه انتظام المؤسسات الدستورية بدءاً من ملء الفراغ في سدة الرئاسة وانتهاء بتعيين اصغر موظف في الادارة اللبنانية.
وعليه فإن هؤلاء يؤكدون بأن جلسة غد الخميس لن تحمل أية متغيرات عن الجلسات التي سبقتها، وأن الرئيس بري ربما يحدد موعدا اخيرا هذا العام لعقد جلسات انتخاب، واعطاء الهيئة العامة اجازة الى العام المقبل، علّ الاوضاع في المنطقة تشهد متغيرات ما تساعد على ايجاد الارضية الملائمة لتأمين عبور شخصية يُتفق عليها الى قصر بعبدا.
حتى هذه اللحظة باعتقاد اكثر من مسؤول لا يوجد ما يوشر الى امكانية إحداث خرق في جدار الازمة الرئاسية، لا بل إن المعطيات الملموسة على ارض الواقع تفيد بأن الاشتباك السياسي سيشتد اكثر مع قابل الأيام، وأن ما جرى بخصوص جلسة مجلس الوزراء التي عقدت امس الاول في السراي يشكل نقطة تحول في الصراع السياسي الحاصل، بما يؤشر الى امكانية بروز خارطة سياسية جديدة من شأنها ان تُحدث متغيرات في المشهد السياسي العام، حيث يعتبر «التيار الوطني الحر» بأنه جرى استفزازه بتأمين نصاب هذه الجلسة من قبل خصومه، ومن قبل الحلفاء، وهو امام هذه الصورة بصدد وفق مصادر في «التيار» في الانكباب على مراجعة حساباته ووضع خارطة عمل جديدة تتلاءم ورؤيته للمرحلة المقبلة، وهذا الامر ربما يؤدي الى توتر العلاقة مع اكثر من طرف سياسي وعلى وجه الخصوص حليفه الاول «حزب الله» من دون ان يعني ذلك وصول الامور بين الجانبين الى مرحلة «هذا فراقُ بيني وبينك»، حيث عززت مؤشرات توحي بأن الاوضاع وصلت الى هذا الحد، وكان ابرزها ما اعلنه عضو تكتل «لبنان القوي» اسعد درغام بأن «الثنائي الشيعي» يعطل جلسات الانتخاب مراهناً على تعبنا، من اجل التفاوض وايصال مرشحه سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة.
من هنا فإن مصادر سياسية ترى أن خسارة «التيار» الجولة الاولى من الصدام مع القوى السياسية بعد خروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا، سيكون في الايام القادمة مستعداً لخوض جولات مماثلة، وهو ما يعني ان سمة التصعيد هي التي ستكون السائدة على الساحة السياسية، بما يعني ان الكباش الدائر حول الاستحقاق الرئاسي سيشتد أكثر فأكثر، وهذا التصعيد ربما يتشعب ويذهب الى ملفات اخرى.
وعندما تسأل المصادر انه ما دام الافق الداخلي مقفلا امام انجاز الاستحقاق الرئاسي، فلماذا لا يصار الى الاستعانة بصديق من الخارج؟ تسارع هذه المصادر الى القول بأن الخارج «زهق» منا، وهو يرى ان الملف اللبناني ليس اولوية بالنسبة لديه، وان الدبلوماسيين الاجانب الموجودين في لبنان يقتصر دورهم هذه الايام على إسداء النصح والتحذير من ان استمرار الفراغ والانشقاق السياسي سيحرم لبنان من أية مساعدات دولية، مع اصرارهم على ان الحل هو داخلي، وأن على اللبنانيين ان يساعدوا انفسهم بأنفسهم، كون ان الظروف التي كانت تؤمن دخولا اقليميا ودوليا على خط المعالجات للأزمات في لبنان لم تعد هي ذاتها، لا بل انها مختلفة تماماً حيث ان المنطقة تعج بالازمات والمشاكل وان واشنطن كما اوروبا لا تعتبران ان الوضع اللبناني يستأهل منهما الانشغال عما يجري في العالم والانصراف الى الاهتمام بكيفية معالجة الازمة في لبنان، من دون ان يعني ذلك الانكفاء بالكامل عن الاهتمام بلبنان، لكنهم يرونه غير اولوية ومن الممكن ان ينتظر الى حين انقشاع الرؤية لا سيما حول ما يجري من حرب بين روسيا واوكرانيا التي تركت تأثيرات سلبية على واقع المنطقة برمتها.

معلومات عن قرب استئناف المفاوضات الإيرانية - السعودية برعاية عراقية.. وعودة العلاقة السورية - السعودية وشيكة

وفي اعتقاد المصادر انه ما دام المشهد الداخلي والخارجي غير مشجع لعبور لبنان الى الاستقرار السياسي ومنه الى الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، فإن الرهان هو اليوم فقط على ما يقال عن امكانية عودة قريبة لاستئناف المفاوضات السعودية - الايرانية برعاية عراقية لانه في حال وصول هذه المفاوضات الى خواتيمها السعيدة، من الممكن ان تؤدي الى فتح كوة في جدار الاستحقاق الرئاسي، علماً بأن هناك من بدأ يهمس ايضاً الى امكانية عودة العلاقات السعودية - السورية قريباً، وهذا في حال حصوله سيكون له ارتدادات ايجابية على مجمل الوضع في لبنان وينقله من حال إلى حال.