بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 آب 2023 12:00ص هل تكون زيارة لودريان لنعي مبادرته؟

مقربون من"أمل" و"حزب الله": المطالب الباسيلية مستحيلة!

حجم الخط

في أحاديثهم المغلقة يبدي قياديو "التيار الوطني الحر" تفاؤلا بمصير الحوار مع "حزب الله" لناحية التوصل الى مقايضة مطالب رئيس التيار جبران باسيل مع هوية رئيس الجمهورية التي يعلم هؤلاء انها قد تنتج إيصال رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية.

ينقل مقربون من باسيل عن "حزب الله" إيجاييته حول مطلب اللامركزية المالية والموسعة والصندوق الإئتماني، لكن الأمر بالنسبة الى مقربين من ثنائي الحزب وحركة "أمل" ليس على هذا المنوال.

في البادىء ليست مقاربة الموضوع مشابهة تماماً بالنسبة الى الحزب والحركة، فالحزب يمكنه البناء على اللامركزية لإعلاء شأن الكثير من المناطق الشيعية تحت سيطرته وجلب الأموال لتنمية تلك المناطق وهو سيعزز من وضع حليفه المسيحي في البلد. لكن الامر ليس سياناً بالنسبة الى الحركة التي لا يقابل مناصروها مطالب التيار بإيجابية كونها لا يعول عليها والامر نفسه يسقط نفسه على حوار التيار والحزب الذي لا نتائج له حتى الساعة، حسب الحركيين.

معارضو هذا الحوار أو لنقل معارضو مطالب باسيل، يبنون على انها مستحيلة قبل مقاربتها لناحية المضمون السياسي ناهيك عن الإداري والاقتصادي.

فهي مطالب ذات وجه تقسيمي من ناحية، وتنسف اتفاق الطائف من ناحية ثانية، وفي كل الاحوال ليست حاصلة على موافقة المتقاطعين الظرفيين مع باسيل اليوم أي المعارضة لا سيما المسيحية منها، وبذلك ليست حاصلة على موافقة أكثر من نصف المجلس النيابي.

لا يبدو رئيس مجلس النواب نبيه بري من المتحمسين ليس لتلك المطالب فقط بل لأصل الحوار الذي يقتصر على ثنائي "التيار الوطني الحر" و"حزب الله".

ولناحية التيار فهو يعتبر أن بري "محشور" كون سيف العقوبات مسلط عليه وهو يستعجل إيصال فرنجية.

إلا أن المتابعين لرؤية بري ينفون هذا الأمر بشدة ويذهب البعض الى دعوة التيار الى التعهد جهاراً بالقبول بفرنجية قبل مقاربة قضية اللامركزية، وهو أمر لا يقبل به باسيل ويريد شرعية رسمية في المجلس النيابي لمطالبه قبل الولوج برئاسة فرنجية.

يسأل هؤلاء: طالما ان باسيل يضغط في اتجاه الصندوق الإئتماني فلماذا لم يحضر الجلسة التشريعية الاخيرة لإقرار الصندوق السيادي؟ ثم هل في استطاعة "حزب الله" وحده، ولو قبل بمطالب باسيل، توفيرها له؟

وينقلون عن مرجعية سياسية كبيرة في البلاد قولها على سبيل التهكم حول مطلبي اللامركزية والصندوق الإئتماني: كل أهل الطائف لا يستطيعون تلبية هذين المطلبين!

بعض مؤيدي الثنائي يعتبر أن باسيل يتشاطر ويشتري الوقت في الوقت الذي ما زال على تواصل مع المتقاطعين معه على ترشيح جهاد أزعور الذي لم يتخل التيار عنه حتى اللحظة ويريد الوصول الى مرشح غير فرنجية بالتقاطع مع "حزب الله".

والواقع أن باسيل يفتقد ثقة المعارضة (لم يحصل عليها أصلاً) مثلما لا يحظى بطبيعة الحال بثقة أحد طرفي الثنائي الذي زاد تمسكه بفرنجية بعد احداث الكحالة.

تجاوز التوتر السابق

على أن تقارباً حصل بين الحزب والتيار على اثر تلك الأحداث، وما بعد التواصل الاخير بين الحزب وباسيل قبل أسابيع لن يكون كما قبله.

الطرفان لا يريدان إعادة التوتر بينهما الذي حصل في الاشهر الماضية. لكن مع كل حدث جديد يتورط مناصرو الطرفين وبعض القياديين بمواقف مؤججة لتلك التوترات التي ترتدي للأسف كل مرة طابعاً طائفياً.

يعلم "حزب الله" بمقولة هروب باسيل الى الامام وشراء الوقت حتى انقضاء ولاية قائد الجيش جوزيف عون فلا يعود هناك ما يحرجه للاختيار بين عون وفرنجية.

ولذلك يُفعل الحزب الحوار ويريد نتائج ايجابية له، علما بأن الأمر صعب ودقيق وتلك المطالب قد تعيد عقارب الساعة الى الوراء حتى الى ما قبل اندلاع الحرب الاهلية وستضعف من المتغيرات التي حصلت في سنوات ما بعد الطائف وقد تودي بالطائف نفسه الذي لم يكن واضحا لناحية مالية تلك المركزية المُطالب بها.

في هذه الأثناء يقوم واقع البلد على فراغ رئاسي وحكومي وفي حاكمية مصرف لبنان وبعدها في قيادة الجيش. ولا تشريع ولا توافق على أية قضية مثارة، وفي ظل استحالة التوافق هذا، ووسط عدم الوضوح الدولي حول مرشح الرئاسة، ستكون جولة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، الفاشلة والمتعالية لناحية الإخراج أيضا حسب المتابعين، مضيعة للوقت وهي تلقت ضربة موجعة مع رفض المعارضة للحوار الذي طالب به لودريان، وباتت لزوم ما لا يلزم ولنعي المهمة برمتها.