بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 نيسان 2024 06:17م هل تنجح "الخماسية" في إحداث خرق؟ .. وخيار التمديد للبلديات الأكثر ترجيحاً

لبنان إحدى ساحات المواجهة الإيرانية الإسرائيلية .. ومخاوف من اتساع نطاق حرب الاغتيالات

حجم الخط
بينما تزداد الخشية من ارتدادات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية على لبنان، حيث يسود القلق من تداعيات أي رد إسرائيلي محتمل يستهدف إيران، فإن المؤشرات على الجبهة الجنوبية، ترفع على نحو كبير من مستويات هذا القلق غير المسبوق، مع استمرار جيش الاحتلال في عملية استكمال استعداداته لحرب واسعة مع لبنان، بعدما أجرى مناورات بالذخيرة الحية في مناطق الجليل الأعلى والأوسط المحاذية للحدود اللبنانية . وتخلل هذه المناورات تحليق كثيف للطائرات الحربية في منطقة الجليل على حدود لبنان . كذلك شهدت المنطقة حركة كبيرة لقوات الأمن والمركبات”، في وقت قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن المناورات تأتي في إطار الاستعدادات لحرب قريبة مع "حزب الله" . وهذا أمر يزيد من احتمالات أن يذهب الجيش الإسرائيلي إلى خيار الحرب على لبنان، والذي قد يصبح أمراً حتمياً، في حال اتسع نطاق المواجهات الإسرائيلية الإيرانية، ،إذا ما قام "حزب الله" بإشعال جبهة جنوب لبنان، من ضمن الجبهات التي قد تفتحها الأذرع الإيرانية في مواجهة إسرائيل .


وما يؤشر إلى أن الأمور ذاهبة نحو الأسوأ، ما كشفه مسؤولون ومستشارون سوريون وإيرانيون، من أن طهران بدأت في إجلاء ضباطها ومستشاريها من مواقع عدة في سوريا، حيث يتواجد الحرس الثوري بشكل كبير. وهذا يعكس تيقن الإيرانيين من أن إسرائيل سترد على استهدافها . إضافة إلى ما كشف النقاب عنه، عن أن الحرس الثوري وحزب الله قلصا وجود كبار ضباطهما في الداخل السوري، بينما نقلا الضباط ذوي الرتب المتوسطة من مواقعهم الأصلية في البلاد إلى أخرى، سيما بعد ورود معلومات بأن إسرائيل قد تكتفي باستهداف منشآت إيرانية ذات أهمية في الأراضي السورية. وهذا أمر يؤكد على ترابط الجبهات الإيرانية من خلال ما يمكن أن يقوم به حلفاء طهران ضد إسرائيل، إذا ما خرجت الأمور عن السيطرة .




وفي ظل تصاعد لهجة التهديد الإسرائيلية على لسان العديد من  المسؤولين السياسيين والعسكريين، وفي حين قال وزير الدفاع يوآف غالانت، أنه ستتم إعادة المواطنين لمنازلهم في المناطق الشمالية، إما بعمل عسكري أو بالاتفاق، ونفضل الاتفاق" . وفي الوقت الذي بدا لافتاً، عودة إسرائيل وبقوة إلى معاودة استخدام سلاح الاغتيال بالمسيّرات، فإن هذا الأمر طرح مخاوف من إمكانية أن تعمد إسرائيل إلى  توسيع رقعة الاغتيالات التي تطال مسؤولين وقادة ميدانيين في "حزب الله" وحركة "حماس" في لبنان في المرحلة المقبلة، بالتوازي مع تحضيراتها المستمرة لشن هجوم بري يستهدف لبنان، سعياً لإبعاد "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني . بعدما ظهر بوضوح أن جيش الاحتلال يركز في حربه مع "حزب الله" على عمليات الاغتيال بواسطة المسيرات، على غرار استهدافاته للقيادات العسكرية الإيرانية في دمشق . وقد أثيرت تساؤلات عن سر قدرة إسرائيل على استهداف قيادات في "حزب الله"، معروفة بحرصها على اتخاذ أقصى التدابير الاحترازية .




وفي خضم حالة التأهب لما قد يستجد من تطورات ميدانية في لبنان والإقليم، فإن الأنظار اتجهت إلى حراك سفراء "الخماسية" الذين استكملوا لقاءاتهم مع رؤساء الكتل النيابية، سعياً لتأمين أوسع توافق داخلي يقود إلى إجراء الانتخابات الرئاسية . في ظل إصرار من جانب السفراء على إحداث خرق في الجدار الرئاسي المسدود، من شأنه أن يعجل في إنجاز هذا الاستحقاق، بعد ما يقارب السنة ونصف السنة على الفراغ في سدة الرئاسة الأولى . وأشارت المعلومات ل"موقع اللواء" بأن الاجتماعات التي عقدها السفراء، أمس، وقبله، كانت على درجة عالية من الأهمية، ما يمكن أعضاء المجموعة، من تحديد رسم تشبهي للرئيس العتيد، لكن دون الدخول في الأسماء التي هي شأن لبناني بحت . وسيكون للسفراء سلسلة لقاءات في الأيام المقبلة، من شأنها، أن تفتح الأبواب أمام تقدم جدي، لتحديد موعد قريب للانتخابات الرئاسية، إذا سارت الأمور وفق ما هو مخطط لها .



وسط هذه الأجواء، تفاعلت المواقف الأخيرة لرئيس مجلس النواب نبيه بري التي شن فيها هجوماً لاذعاً على رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وانتقد من خلالها كذلك رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، بما يتصل بالانتخابات البلدية والاختيارية . وفيما برز بوضوح أن رئيس البرلمان يميل إلى اتخاذ قرار بتأجيل هذا الاستحقاق، فإن هذا التوجه يلاقي رفضاً واسعاً من جانب المعارضة المسيحية التي تؤيد إنجاز الانتخابات في موعدها، وإن لا تمانع في تأجيلها في الجنوب، ريثما تعود الأمور إلى طبيعتها . وهذا ما أثار حفيظة الرئيس بري، وفتح الباب لسجالات بين "القوات" وحركة "أمل"، وتبادل اتهامات بالفدرلة واستحضار مناخات الحرب البغيضة.  

وفيما كشفت ل"موقع اللواء" مصادر نيابية، أن التمديد للمجالس البلدية والاختيارية، بات يتقدم على كل الخيارات، وهو الأمر المرجح في الجلسة التشريعية المقررة في 25 الجاري، بالنظر إلى الظروف الدقيقة التي يمر فيها البلد، في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على الجنوب، ومناطق عديدة من لبنان، أكدت في المقابل مصادر المعارضة المسيحية رفضها لسعي بري تأجيل الانتخابات البلدية، مشيرة، إلى أن "رئيس البرلمان يصادر صلاحيات النواب، لا بل أنه يقرر عنهم. وهذا أمر غير مقبول". وشددت على "ضرورة إجراء الاستحقاق البلدي في الوقت المحدد، على أن يجري في الجنوب في مرحلة لاحقة، على غرار ما حصل في مرات سابقة . 

وفي ظل ارتفاع منسوب الجرائم التي يرتكبها نازحون سوريون، فإن ملف النزوح لا يزال يتصدر واجهة الاهتمام، وسط سعي المعنيين لاتخاذ المزيد من الإجراءات والتدابير التي تحد من هذه الجرائم . وهو مر ينتظر أن تتم ترجمته في بيروت، وفي العديد من المناطق، استناداً إلى ما كشف عنه وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي . وسط مطالبات واسعة بضرورة الحد من تدفق النازحين، والعمل على مساعدتهم للعودة إلى بلدهم، باعتبار أنه لم تعد للبنانيين قدرة على تحمل تبعات هذا النزوح التي فاقت كل الإمكانات المتوافرة، في ظل الانهيار الاقتصادي والاجتماعي .