بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 كانون الأول 2022 05:25م هل يقود حوار الداخل والخارج إلى طي صفحة الشغور مطلع العام الجديد؟

حجم الخط

كتب عمر البردان في '' اللواء'' 

ليس هناك ما يؤشر إلى أن الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ستشهد تغييراً في المشهد الرئاسي القاتم، أي أنه لن يصار إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية . لأن الأجواء لا توحي بحصول خرق في الجدار، على رغم الوعد الذي تلقاه البطريرك بشارة الراعي من رئيس مجلس النواب نبيه بري، بإمكانية أن يحصل انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الجلسة ال11 المنتظرة . فالمواقف لا تزال على حالها، ولم يطرأ جديد من شأنه إحداث أي تبدل جدي في المشهد القائم، ما يعكس بقاء الأمور على حالها، وبالتالي استمرار الشغور إلى ما بعد مطلع السنة الجديدة . 


وإذا ما كانت الأطراف السياسية قد سلمت أمرها للخارج، على ما هو ظاهر في ظل التخبط السياسي القائم على أكثر من صعيد، فإن الجميع في لبنان بانتظار ما سيتمخض عن الاجتماع الذي ستستضيفه باريس، بمشاركة سعودية وأميركية وقطرية، حيث سيتم البحث في الملف اللبناني، وتحديداً في سبل إخراج الانتخابات الرئاسية من عنق الزجاجة، بعدما وصل المجتمع الدولي إلى قناعة بأن اتساع الهوة بين اللبنانيين، لن تقود إلى انتخاب رئيس للجمهورية، لا بل أن المعطيات المتوافرة للخارج، تشير إلى أن الصورة في لبنان تزداد قتامة، مع ما يفتح ذلك الأبواب على شتى الاحتمالات السلبية التي تأخذ البلد إلى ما لا تحمد عقباه .


وكشفت المعلومات المتوافرة ل"موقع اللواء"، أن جهود الوساطة العربية والدولية، تركز على تأمين الأجواء المناسبة، لاختيار شخصية توافقية تحظى بموافقة المكونات السياسية والنيابية، لأن باريس، كما الرياض وواشنطن، على اقتناع بأن لبنان يحتاج إلى رئيس توافقي على علاقة طيبة مع جميع الأطراف، باعتبار أنه من الصعوبة بمكان، انتخاب رئيس تحد، لا يمكن أن يقوم بمهمته على أكمل وجه، فيما بدا لافتاً ما أعلنه النائب المستقل غسان سكاف،  أن "هناك مبادرة رئاسية"، آملا في ان "تنجح هذه المرة وتكون بدعوة من الرئيس نبيه بري وتحت سقف البرلمان، عبر جلوس ممثلين عن الكتل النيابية على طاولة الحوار بعد الاعياد للتوافق على سلة أسماء ينتقى منها الاسماء الثلاثة الاولى ونذهب بها الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية" .



ويجهد الرئيس بري رغم إخفاق محاولتيه السابقتين من أجل الدعوة للحوار، إلى تكرار مساعيه الهادفة إلى جمع رؤساء الكتل النيابية حول الطاولة، للتفاهم على مسار توافقي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، باعتبار أنه يستحيل أن يفرض أحد الأطراف خياراته على الآخرين في البلد . وهذا بحد ذاته مبرر أساسي لسلوك طريق الحوار، من أجل التوافق على الرئيس العتيد . في ظل دعم بكركي لمبادرة الرئيس بري، والتي قد لا تكون منفصلة عما كشفه النائب سكاف الذي يقوم بدور لم يعد خافياً على أحد، للخروج من هذا المأزق الذي يتهدد الجميع بعواقب وخيمة، إذا لم تطو صفحة الشغور .



وبانتظار العام الجديد، فإن الاتصالات الداخلية والخارجية لن تتوقف، من أجل تهيئة المناخات التي تكفل إنجاح حوار الداخل والخارج، على أمل أن تشهد بداية السنة فكفكة العقد التي تحول دون التوافق على رئيس جديد للجمهورية، وبما يخفف من المعاناة القائمة، وتالياً توصل الفرقاء المعنيين إلى التفاهم على اسم الرئيس العتيد الذي سيحظى بدعم عربي ودولي، لوقف مآسي اللبنانيين .