بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 آب 2020 01:52م «وصلت السفينة واجت الرسائل».. افتح لي يا وطني باب الخروج

حجم الخط

أرادت روائع آل الرحباني أن تقدّم لنا رسائل خالدة، أوكلت مهمة تحفيز المغترب على العودة لصوت غسان صليبا، الذي صدح قائلًا: «راجع من الغربة فتش عن غيابي».

توجه صليبا لوطنه بالقول «افتح لي يا وطني»، متمنيًا أن يفارق كآبة الغربة. أما اليوم فبات المغترب يتمنى لأحبابه تجربة مذاق هذه الكآبة، والراقدون فوق التراب هنا يقولون آمين.

ماذا نتوقع من وطن يعدنا منجّموه وحاكموه بالأسوأ؟ سُئلت مؤخرًا وهل من شيء أسوأ بعد؟، فقلت، وكلي ثقة بواقع وطني، نعم ولكن لا أعلم ماذا، ترقبوا مفاجآت جديدة، يبدو «وصلت السفينة واجت الرسايل».

من وحي كارثة مرفأ بيروت، تصفحت بعض حسابات الشهداء على فايسبوك، هذه الصور والذكريات والآراء آخر ما تبقى منهم. خلال هذه الجولة لفتني منشور شاركه الشهيد الإطفائي شربل كرم، يحمل صورًا لكوارث ٢٠٢٠ حول العالم، ليسأل كرم: شو بعد بدو يصير؟

الشهيد كرم عرف مصيره، عائلته تتعايش بموت بطيئ مع مصيرها، أما باقي المتنفسين، أي نحن، نحلم فقط بالخروج، متمسكون بأمل العودة الى وطن لفظ جلاديه، الذين سينالوا وعد الله الذي يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار.

في الجزء الثاني من العالم، لُقّبت صورة لحرائق كاليفورنيا في الولايات المتحدة، يتقدمها لافتة تطلب من الزائرين اتباع الإجراءات الوقائية من فيروس «كورونا»، بـ«ملخص العام». مساكين! هم لا يعلمون أننا في لبنان تخطينا مرحلة الحرائق، وتناسينا أزمة كورونا، نحن اليوم نسكّن آلام نصف عاصمتنا وكل شعبنا، على أنغام معزوفة مشاورات تشكيل الحكومة.

مصابنا جمع غنيّنا وفقيرنا، فنانينا ومثقفينا، تراثنا وماضينا، قرار الرحيل اتخذه أكثر شخص طلب مني مرارًا البقاء، لذا فافتح لي يا وطني باب الخروج، فأنا بحاجة ماسة لأن أشتاق اليك، كي أعود يومًا.