بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 نيسان 2024 07:36م وفد المعارضة في واشنطن : القرارات الدولية وملفا الرئاسة والنزوح

إجراءات للحد من التفلت الأمني .. وبرنامج مشاورات مكثف ل"الخماسية"

حجم الخط






عمر البردان : 

فيما يبقى المشهد الجنوبي متفجراً، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية، وفي ظل تنامي القلق من تطور المواجهات بين إيران وإسرائيل، في أعقاب الرد الصاروخي الذي طال عمق الأراضي الإسرائيلية، ما قد يدفع بالأمور إلى مزيد من التأزم المفتوح على كل الاحتمالات، يحاول لبنان العمل على تحصين جبهته الداخلية، خشية تدهور الأوضاع في المنطقة، وما يمكن أن تتركه من انعكاسات . ولهذه الغاية ترأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية، أمس، لقاء تشاورياً، وكانت لافتة مشاركة عدد من وزراء "التيار الوطني الحر"، استعيض به عن جلسة للحكومة. وكان بحث في الوضع الأمني وملف النزوح، وما يتصل بالشأن التمويني، والعمل على تأمين مستلزمات اللبنانيين، في حال ذهب الوضع نحو الأسوأ . 



وقد أكدت ل"موقع اللواء" أوساط وزارية، أنه تخلل اللقاء مناقشة ملفات على درجة كبيرة من الأهمية، وفي مقدمها ملف النزوح الذي بات يشكل عبئاً كبيراً على اللبنانيين، ولم يعد من الممكن تحمل تبعاته، بعد تزايد أعداد الجرائم على نحو خطير"، مشيرة إلى أن "سيصار في المرحلة المقبلة إلى اتخاذ إجراءات مشددة في ما يتصل بموضوع النزوح، والطلب من الأجهزة العسكرية والأمنية اتخاذ المزيد من الإجراءات والتدابير، من أجل الحد من مخاطر هذا النزوح، وما يخلفه من تداعيات أمنية واجتماعية، ما عاد للسلطات اللبنانية القدرة على تحملها" .وهذا ما أكد عليه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في اللقاء، لناحية تشديده على 
معالجة هذا الوضع بحزم من قبل الأجهزة الأمنية ، واتخاذ إجراءات عاجلة لمنع حدوث أي عمل جرمي والحؤول دون اي تصرفات مرفوضة اساساً مع الاخوة السوريين الموجودين نظامياً والنازحين قسراً، مطالباً وزير الداخلية التشدد في تطبيق القوانين اللبنانية على جميع النازحين والتشدد مع الحالات التي تخالف هذه القوانين. 


و أكدت الأوساط، أن تشديد الرئيس نجيب ميقاتي على "ضرورة الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية واستكمال عقد المؤسسات ووجوب الخروج من مأزق  الشغور الذي ينعكس على كل مكونات الدولة  و الاستقرار الوطني"، يؤكد بوضوح أن "الرئيس ميقاتي هو من أكثر القلقين على البلد من استمرار الشغور . ولذلك فإنه يطالب في كل اجتماعات الحكومة، وفي كل لقاءاته مع البطريرك بشارة الراعي، بضرورة أن يتحمل النواب مسؤولياتهم، ويبادروا إلى الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، اليوم قبل الغد" . وأكدت أن "مسؤولية الانتخاب تقع على عاتق النواب وحدهم، مع الترحيب بالجهود العربية والدولية من أجل إنجاز هذا الأمر. لكن القرار النهائي هو لمجلس النواب الذي يتوجب عليه أن يأخذ المبادرة، ويسارع في تحديد جلسات متتالية، حتى تصاعد الدخان الأبيض" . 

وفي هذا الإطار، وفي حين يتوقع أن يعود الملف الرئاسي إلى دائرة الاهتمام، من المنتظر أن يستضيف السفير المصري علاء موسى في دار سكنه في أعالي منطقة الدوحة، اجتماعات سفراء الخماسية بعدد من الكتل النيابية، وذلك بدءاً من اليوم. حيث سيكون للسفراء لقاءات مع رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل، ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، إضافة إلى رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، وشخصيات أخرى، سعياً من أجل تهيئة الأجواء الداخلية،  لانتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب . على أمل أن يكون موقف "الثنائي"، من هذا الملف، "بات أكثر ليونة واقتناعاً بالخيار الثالث"، على ما قالته ل"موقع اللواء" مصادر نيابية معارضة ، مشيرة إلى أن "لا مؤشرات حتى الساعة، توحي بأن حزب الله تحديداً أصبح مستعداً للتنازل عن مرشحه لمصلحة رئيس تسوية. وفي الموازاة فإنه بات مطالباً أكثر من أي وقت مضى، بفصل قضية الانتخابات عن ملف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، باعتبار أنه حان الوقت لفصل قضايا لبنان عن محيطه" .

وكشفت المصادر أن الاستحقاق الرئاسي، سيكون بنداً أساسياً، على طاولة المحادثات بين وفد المعارضة النيابية المؤلف من النواب، ميشال معوض ، نديم الجميّل ، جورج عقيص، مارك ضو ووضاح الصادق، وعدد من المسؤولين الأميركيين . ويعقد الوفد خلال الأسبوع المقبل اجتماعات عدة في البيت الأبيض، ووزارة الخارجية، ووزارة الخزانة، والكونغرس، ومراكز دراسات، وصندوق النقد الدولي، ومع مجموعات لبنانية أميركية بهدف إيصال وجهة نظر المعارضة في ملفات عدة أهمها وضع الحرب في جنوب لبنان وغزة في ظل خطر توسعها، ملف رئاسة الجمهورية، وملف النزوح السوري. كما يعقد الوفد سلسلة لقاءات تتعلق بالوضع الاقتصادي المالي والإصلاحات المرتبطة به. 


وأشارت المصادر، إلى أن المعارضة اللبنانية، تسعى إلى الوقوف على حقيقة الموقف الأميركي من الكثير من الملفات الداخلية، وتحديداً ما يتصل بالوضع في الجنوب، وأهمية تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وما يتصل بموضوع الانتخابات الرئاسية، وضرورة أن تبادر واشنطن إلى السعي من أجل انتخاب رئيس للبنان في أسرع وقت، من خلال دعم مساعي "الخماسية"، لا أن يبقى الموقف الأميركي، مجرد تمنيات، سيما وأن هناك مخاوف من أن يكون الاهتمام الأميركي بالملفات اللبنانية قد تراجع، مع دخول إدارة الرئيس جو بايدن في مدار الانتخابات الرئاسية، وتقدم ملفات المنطقة على الشأن اللبناني، ما يطيل عمر الشغور الرئاسي، وهو أمر ترفضه المعارضة، بالنظر إلى تبعاته المدمرة على البلد وما تبقى من مؤسسات .