بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 كانون الأول 2023 12:00ص أحمد زين الدين يرحل وقلمه لا يزال ينبض

حجم الخط
مُفجِعٌ كان نبأ رحيل الأخ الأكبر والزميل العزيز أحمد شحادة زين الدين، عن عمر يُناهز 73 عاماً، وهو لا يزال في عِزِّ عطائه، رغم سنوات العمر التي حملت الكثير من الخبرة.. والكثير من آلام المرض، الذي آثر إبقاء تداعياته بعيدة عن المهنة التي عاشها، ورحل فيما قلمه لا يزال ينبض..
رحل الزميل أحمد، الذي تعرّفتُ إليه مُنذ أكثر من 3 عقود ونيّف في جريدة «اللـواء»، فكان نِعْمَ الأخ والصديق في مُختلف المجالات.
وتوطّدتْ العلاقة حين توليتُ مهام سكرتير عام التحرير في جريدة «اللـواء»، والعزيز أحمد كان بين كاتب للمقالات السياسية ورئيسٍ لقسم البلديات، ثم سكرتير تحرير تنفيذي، حيث أثبت في كل منها دماثة خُلُقه، وطيبته والتواضع في تعامله مع الكبير والصغير، سِنّاً أو خبرة في عالم الصحافة، لتبقى إرثاً من سيرته العطرة، التي أرخت ظلالها على تعاملاته، فكان خير مثال في التعاون..
في كل المجالات، يُمكن أنْ تجد الزميل أحمد كاتباً مُلمّاً بالتفاصيل كافة، ومُنقذاً مُبدِعاً بأسلوبه ومعلوماته، حتى ترك من بعده كنزاً من الكُتُب والمقالات.
مقالاته السياسية الغزيرة، كان يُتابعها بالتفاصيل، ويُحب الإشراف على الشاردة قبل الواردة، مُؤكداً أنّ هذا الكلام لهذه الصورة، وهذه العبارة يجب أنْ تكون بالخط العريض، وكلّه بأسلوبٍ راقٍ من الطلب، وبعبارات الاحترام..
كَتَبَ في السياسة، وأرَّخَ لتاريخ الوطن، وأبدع في الإنسانية، وحمل القضية الفلسطينية، التي وُلِدَ بعد نكبتها بعامين، رسالة سامية أساسية، وقضية حياة ناصرها عروبياً، مُتجاوزاً كل الاعتبارات، مُنحازاً إلى إنسانيّته، فآلمته كثيراً أوجاع غزّة والضفّة الغربية، وقبلها القدس والأراضي المُحتلّة مُنذ العام 1948، وشلالات دماء أبنائها، النازفة فداءً للوطن، لكنّه لم يستسلم وبقي مُناصراً لأشرف قضيّته حتى رمقه الأخير..
تنقّل في مهنة المتاعب في العديد المُؤسّسات الصحفية، المحلية والعربية، وتنوّعت فيها مناصبه ما بين التحرير، إلى الكتابة، وصولاً إلى سكرتير تحرير تنفيذي، وكانت آخرها صحيفة «اللـواء» العريقة.
وقد عايشت التكريم الذي أقامته له «مُؤسّسة الثبات الإعلامية» في بيروت، يوم الأربعاء في 23 آب/أغسطس 2023، على مسيرة 53 عاماً، من العمل الصحفي المُبدع.
يرحل العزيز أحمد زين الدين، والمنطقة العربية تُعاني أسوأ ظروف بفعل الاحتلال الإسرائيلي المُتمادي..
يُغمض عينيه على آلام وطن وأُمّة تتلّوى من أوجاعها..
تغمّده الله الراحل «أبو حسام» بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جنانه، وألهم أسرته وعائلته ومُحبيه الصبر والسلوان.