بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 آذار 2024 12:00ص المرأة الفلسطينية أجمل أمّ لأطهر شهيد

حجم الخط
يحلّ عيد الأم هذه السنة حيث تستمر ألسنة نيران الإرهاب الصهيوني في إحراق الأخضر واليابس والبشر في غزّة الأبيّة، وحيث لسان حال سادة فلسطين ينطق باستمرار، لا تطيق السادة الأحرار اطواق الحديد، إن عيش الذل والإرهاب أولى بالعبيد، في ظل بقاء منايا الإبادة الجماعية الوحشية، تشق طريقها لتستهدف كل زاروب وكل زاوية ما زالا سالمين في كل شارع من شوارع غزّة. الغضب الساطع آتٍ وانا كلّي إيمان وسأبقى أُرنّم قائلاً عيوني يا ما ركعوا وصلّوا حتى حبايب قلبي «المقاومين» ينتصروا، كمشة من ترابك يا فلسطين تسوى ذهب العالم كلّه.
المرأة الفلسطينية إختي العزيزة، أنتِ زوجة المقاوم وأم الشهداء الخدّج والبراعم. لقد أدّت المرأة الفلسطينية أدواراً كبرى في درب النضال التحرري حيث وفي العام 1921 بزغ فجر أول اتحاد نسائي فلسطيني بقيادة زلجة الشهابي أحد أبرز وجوه العمل النسائي العربي والفلسطيني قبل إعلان كيان الإحتلال الصهيوني الغاصب بحوالي عقدين من الزمن. صنّفت الشهابي رمزاً لمرحلة طويلة من العمل الوطني. وقد عقد الاتحاد عام 1929 أول مؤتمر نسائي فلسطيني حضرته ثلاثمائة ممثلة من مختلف مناطق فلسطين صدرت عنه عدة قرارات وأبرزها مراسلة القوى الدولية تطالب بموجبها وضع حد للهجرة الصهيونية وللظلم الذي يلحق بالمواطنين من بطش الإنتداب البريطاني وتنظيم العديد من الفعاليات للمظاهرات الإحتجاجية ضد المندوب السامي البريطاني للمطالبة بإلغاء وعد بلفور وتسيـير مسيرة من 80 سيارة طافت ببطء على معظم مراكز القنصليات الأوروبيّة.
وفي الستينيات من القرن المنصرم، كانت المرأة الفلسطينية من أوائل المشاركين في منازلة المحتل الصهيوني برّاً وجوّاً، إذ سطرت المناضلة الشهيدة دلال المغربي أروع الملاحم البطولية، حينما أعلنت أول جمهورية مستقلة على التراب الفلسطيني المحتل لمدة ثلاث ساعات، وشادية أبو غزالة، وهي أول شهيدة فلسطينية بعد النكسة، وليلى خالد حينما خطفت أول طائرة وخاطبت حينها موشيه ديان قائلة له: «هذه أرضي»، حيث خاضت المرأة الفلسطينية كافة أشكال النضال في ظل الإحتلال وموجات الحصار والتهجير والقمع والعنصرية المتتالية والتي لا تعترف بأي نوع من انواع الإستراحة، وسط صمت دولي مرعب. أما في المجال العسكري، فقد كانت نساء المدن تنقل الأسلحة الخفيفة من مكان لآخر عبر نقاط التفتيش، بينما كانت نساء القرى تقوم بنقل الثياب والمؤن والذخيرة للثوار في الجبال على ظهور الحمير والبغال. لقد نزلت المرأة العربيّة في فلسطين مبكراً إلى معتركات النضال  وميادين المنازلات، وهنا علينا تذكٌّر الشهيدة فاطمة غزالة التي استشهدت في 26 حزيران في معركة وادي عزّون قرب مدينة اللد.
أما من تاريخنا القريب فيمكن استحضار ريم صالح الرياشي استشهادية حي الزيتونة الواقع في مدينة الأبطال غزّة، وهي بنت كتائب القسّام الأم لطفلين أحدهما رضيع والتي فجّرت نفسها في تجمّع لضباط الإحتلال بمعبر إيريز، وهذا على سبيل المثال لا الحصر. أما على صعيد الحركة الأسيرة فلم تخل سجون الإحتلال الإسرائيلي من الأسيرات الفلسطينيات، حيث كنّ يناضلن خارج السجون وداخلها بعد أسرهنّ، ولا يمكن نسيان شهر نيسان من العام 1970، حيث تمّ تنظيم حركة إضراب جماعي عن الطعام للأسيرات الفلسطينيات لمدة تسعة أيام متتالية، للمطالبة بالكف عن استهدافهن بالضرب والعنف داخل محبسهن وخاصة السجن الإنفرادي لتلي ذلك أعمال الإحتجاج حتى وقتنا الراهن.
وتعتبر خالدة جرار القيادية المعروفة في الجبهة الشعبية أشهر الأسيرات بحكم أنها لا تغادر زنزانتها الإنفرادية في صفة تبادل وانتهاء الحكم الظالم، واعتقال اداري جائر حتى يعيدها الإحتلال للأسر من جديد. أما اليوم ونحن في سياق معركة طوفان الأقصى وهي معركة تشنها حفنة من الجبناء الغدارين الإستيطانيين على الشعب الغزّاوي بعد تسوية ممتلكاته أرضاً كطريقة لتغطية عجزهم العسكري أمام الآلة العسكرية الفلسطينية المدافعة عن حياض الوطن الفلسطيني نستطيع القول بأن أريج الإنتصار على هذا الكيان بدا يفوح ولا توجد إستراحة مقاوم رغم أن الفيلم الأميركي ما زال طويلاً، لكن الصراع سيتآكل شيئاً فشيئاً مع كل طوفان، حتى يغسل نهر الأردن وجوه المقاومين وغضبهم الساطع بمياه قدسيّة، وحتى تُبتَرُ آخرُ الأقدام الهمجيّة.
ريمون ميشال هنود