لسنين خلت بعد تخصيص بلدية بيروت أرضاً في فردان لبناء مقر لدار الفتوى، ولعدم وجود تمويل لهذا البناء، فلقد اتجهت الأنظار الى استثمار مؤقت لهذه الأرض لمدة عشر سنوات يتم خلالها استخدامها كمواقف سيارات ولمحلات تجارية متحركة وغير ثابتة، ينتج عن هذا الإستثمار بعد انقضاء هذه المدة مبلغ مالي يخصص لتشييد دار الفتوى دون الإلتجاء الى التبرعات ومد اليد لجمع الأموال اللازمة. بعد إجراء هذه الدراسة من قبل المهندس محمود الجويدي الذي عرف كمنهدس أرض المعارض في البيال، وبعد أن أجرينا عدة اجتماعات لمعاينة أرض فردان ورسم الخرائط، جاء الرفض من المفتي السابق. مضت أكثر من عشرين سنة على هذا المشروع الاستثماري وما زالت أرض فردان خاوية على عروشها.
أخشى أن يمرّ الزمن على ما كان يعرف بحديقة المفتي الشهيد حسن خالد لتصبح مكباً للنفايات ولقضاء الحاجات كما هو حاصل حالياً. المطلوب من المحافظ ومجلس بلدية بيروت، بعد أخذ العبرة مما حصل في أرض دار الفتوى أن تستثمر أرض الحديقة لمدة وجيزة وتستخدم موقفاً للسيارات ولمحلات تجارية خفيفة ومؤقتة وغير ثابتة، على أن تخصص الأموال الناتجة عن هذه التبرعات لبناء طوابق سفلية تستخدم مواقف للسيارات تعلوها حديقة كما كان مشروع تجديدها وترميمها الأولي الذي تبخرت أمواله بعد تسليمها الى من رسا عليه عقد الترميم واعادة التشييد. هذا البناء الذي يضم مواقف سفلية للسيارات أصبح أكثر من حاجة لسكان المنطقة بعد انتشار كبرى المحلات التجارية بجوارها، وحلاً حاسماً للتخفيف من ازدحام السيارات المفجع وإيقاف السيارات في الشوارع بشكل عشوائي.
لسنا بحاجة لجمع التبرعات و«شحادة الأموال» لبناء الحديقة اليتيمة في هذه المنطقة التي تحمل اسم الشهيد الكبير المفتي الشيخ حسن خالد الذي أعطي له دون منازع مجد الإفتاء في لبنان.
القاضي الشيخ محمد نقري