بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 تشرين الأول 2023 12:01ص من الرئيس إلى الفريق سنتابع الطريق

حجم الخط
محمد الأمين عيتاني*

وكأن الأيام تثأر منا، فتُغيّب الأفضل عنا، في معركة ليس لنا فيها سوى الدعاء للّه تعالى ان يرأف بمن كانت الرأفة لا تفارقه.
مال إليها، فأصبحت العروبة تسكن منه القلب وتخلق منه جندياً يخوض معارك يكون الفوز فيها من نصيبه، فعنده من الخبايا صناديق من المعلومات عن الرزايا التي حلّت بالوطن العربي، ولكن الجميع في هذه الأيام يلحق الخبر دون الرجوع الى وقائع تؤكّده ويبني عليه موقفه.
أدرك الأستاذ بهاء أن هناك متغيّرات كثيرة أساسية، حرّمت المرشح المنفرد أن يشارك في الانتخابات. فعلى المرشح الدخول في لائحة والتقيّد بتعليمات وتقسيمات لدوائر إنتخابية لا تدخل في عقول إلّا من ألّفها. ولرئيس اللائحة أن يجمع في يده كل المداخل والمخارج ويصادر جميع القرارات دون منازع. لكن بقيت هناك أمور أساسية وفعلية سمح القانون للمرشح على هذه اللوائح أن يتحرك بحرية تامة، خاصة في القضايا المصيرية. فله الحق مثلاً أن ينتقي الكرسي الذي سيشغله طيلة فترة إقامته في مجلس النواب، أو أن يُغيّر لون مكتبه إذا تعهد أن يسدد كلفته وعلى نفقته. كما أنه جائز ومسموح أن يطلب بعض القرطاسية لمكتبه ويتسلّمها من المدير العام للمجلس لا من المشاغل الذهبية.
بهاء الدين عيتاني شعر بخطورة هذا النظام الانتخابي وخطورة نتائجه، هذا الوليد العجيب من الممكن أن يُحدث إرباكاً ليس له مثيل، عند التطبيق، وإعلان نتائج التنفيذ. ولكن وضعه وصداقاته ألزماه على خوض بعض المعارك فقال كلمته المشهورة: «غداً ستجدون الجميع يتكلم مع الجميع: غداً يوم آخر «والعترة على الغشيم».
لم تكن النيابة لبهاء هي المهمة، فهو نائب «خلقـة» لعائلة بيروتية كبرى، ولكن قانوناً أعرج لا يأتي إلّا بوليد أعرج يهدد البنيان، مهما طال الزمان. وقد يجنح البعض إلى هدم المعبد على رؤوس خدّامه، فيُذهب بما جنته اليد في ليله ونهاره، ويقعد في ظلام الليل ملوماً محسوراً.
لقد كانت لبهاء اهتمامات ونشاطات اجتماعية وثقافية هامة تجلّت في المشاركة بتأسيس دار الندوة، الدار التي شهدت نشاطات ثقافية ووطنية وعربية ملحوظة، كما ترأس جمعية الكشاف العربي التي انتشرت في عهده في جميع المحافظات، والتي عقدت العديد من اتفاقات التوأمة الكشفية مع جمعيات كشفية في لبنان ومصر وفرنسا.
أما مع جمعية بني العيتاني التي أعطت العائلة دون حساب، ومكّنتها من بلوغ المركز الأول بين الأصدقاء والأحباب، فقد كان يفاخر بإنجازاتها ويحرّم عليَ شخصياً تركها وطلاقها.
ابن عمي العزيز! ستثبت لكم الأيام أن من بنى مدماكاً في مجتمع صادق وواعد، لا بد أن يحصد ما زرع، وسيحصد الخير كله. وأنت زرعت حقولاً من الخير، ومصداقاً لقوله تعالى: {ولسوف يُعطيك ربك فترضى}. فرحمة الله عليك.

* نائب السابق