بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 كانون الأول 2019 12:00ص 45 شمعة في ذكرى رحيل الموسيقار «فريد الأطرش»

صوَّر 31 فيلماً مع 17 من نجمات الزمن الجميل... ونجحن...

حجم الخط
في السادس والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر الجاري مرت الذكرى 45 على وفاة الموسيقار فريد الأطرش عن عمر 64 عاماً، عاش 40 منها فناناً كبيراً فاعلاً ومبدعاً قدّم أعمالاً ما زالت الأذن العربية تتمتع بها إلى اليوم، بل إنه يتجاوز جميع المعاصرين في قيمة وجمال أغنياته التي رصدت موضوعات كثيرة ورسخت في الذاكرة العربية إلى أبد بعيد.

إبن العائلة الكريمة والمعروفة بنضالاتها ضد الاستعمار الفرنسي أمضى حياته متنقّلاً بين القاهرة وبيروت، وهو إفتتح كازينو يحمل إسمه في منطقة الروشة عمل على منبره الكثيرون من الفنانين بينهم إبراهيم مرعشلي، بينما غنّى عديدون ليالٍ طويلة ومنهم عصام رجي.

إستطاع فريد أن يوجد نهجاً خاصاً وفريداً (مثل إسمه) في التعامل مع العود، عزفاً يعرف سامعه بأن ريشة فريد هي التي تداعب العود، ولنا أن نستمع بإمعان إلى حفلاته الحيّة، وجمالية صوت أوتاره التي تختلف مئة في المئة عن كل ما نسمعه، ولأنه ملحن أغنياته فان أداءه لها عكس إعجاب النّاس بها بشكل جنوني.

وعلى عادة الأفلام التي صوّرها كبار المطربين في حقبة العصر الذهبي، كانت الأشرطة الجديدة باباً جيداً لإطلاق الأغنيات الجديدة عدا عن اللقاءات الجماهيرية العديدة في أكثر من موقع على خشبات وفي حدائق وقاعات في القاهرة، ولعب فريد بطولة 31 فيلماً ما بين عامي 1941 (عفريتة هانم) و1975 (نغم في حياتي).

تقاسم البطولات على الشاشة الكبيرة مع نجمات الزمن الذهبي أمثال: سامية جمال (عفريتة هانم، آخر كدبة، تعالى سلم، ما تقولش لحد، أحبك إنت، حبيب العمر)، أسمهان (إنتصار الشباب)، مديحة يسري (أحلام الشباب، شهر العسل)، ليلى فوزي (جمال ودلال)، تحية كاريوكا (مقدرش)، صباح (بلبل أفندي، لحن حبي، إزاي أنساك)، نور الهدى (عايزة أتجوز)، فاتن حمامة (لحن الخلود، حكاية العمر كلّه، الحب الكبير)، مريم فخر الدين (رسالة غرام، عهد الهوى، ماليش غيرك، يوم بلا غد)، إيمان (قصة حبي)، شادية (ودعت حبك، إنت حبيبي)، ماجدة (من أجل حبي)، سميرة أحمد (شاطئ الحب)، لبنى عبد العزيز (رسالة من إمرأة مجهولة)، هند رستم (الخروج من الجنة)، زبيدة ثروت (زمان يا حب)، وميرفت أمين (نغم في حياتي).


«عفريتة هانم» مع سامية جمال



«انتصار الشباب» مع أسمهان



المعروف في الحقبة التي صوّرت فيها هذه الأفلام أن النجمات كن يرغبن في مشاركة فريد مثل (عبد الحليم، عبد الوهاب) كونه يغنّي وله جمهور كبير في الشارع العربي، مما يجعل إنتشارهن واسعاً وسريعاً، وهو ما لا تنكره نجمات تلك الفترة اللواتي إلتقينا عدداً منهن في مناسبات مختلفة وأجبن ببساطة على السؤال بنعم كنا نقبل بالفيلم الغنائي مع فريد أو حليم من أجل التوزيع والجمهور العربي، هذا في جانب أما في آخر فإن المطربات أمثال صباح وشادية كن يفرضن شروطاً في بعض الحالات، لكن ما لا يعرفه كثيرون أن صباح كانت تتصدّر الملصقات السينمائية قبل إسم شريكها في البطولة أياً كان.

45 عاماً وفريد الأطرش حاضر بيننا، قوياً، محبوباً، وفناناً كبيراً يحرص رهط كبير من المتذوّقين على وضع ركن خاص لموسيقاه وأغانيه في مكتباتهم لكي يعبّروا عن تقديرهم لهذا الفنان وعطائه النغمي، خصوصاً وأن لبيروت مكانة خاصة في قلب إبن السويداء الذي بنى جسور تواصل عندنا ظلت حيّة حتى بعد وفاته، وهو اليوم الذي لا ينسى لأنه يرتبط بتاريخ عيد الميلاد، وأيضاً بإقترابه من إشتعال الحرب على لبنان.