بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 آذار 2024 12:00ص السينما تتكفّل بالأعمال الدينية بديلاً عن التلفزيون

حجم الخط
تتواصل أيام شهر رمضان الكريم تواكبها برمجة مكثّفة من المسلسلات تحتل الشاشات العربية الصغيرة، في تنويع بسيط للموضوعات ما بين العاطفي، الإجتماعي، والتاريخي، لكن مع غياب تام للأعمال الدينية، تتناسب وتقوى هذا الشهر الفضيل.
شهر صوم وتقوى وإيمان لا تحضر فيه مادة دينية واحدة، أمر يستدعي التوقف والقراءة الموضوعية لتلمس الأسباب الكامنة وراء هذا الواقع، حيث تظهر 3 أسباب: الكلفة المرتفعة جداً لمثل هكذا إنتاجات، عدم حماسة المحطات العربية لعرض أعمال من هذا النوع على خلفية إنتمائها إلى تيارات معيّنة غير مرغوب بفكرها، وصولاً إلى إنقسام وجهات النظر بين مؤيّد لإظها الأنبياء والأئمّة والصدّيقين ومعترض عليها.
إزاء هذا النقص الفادح لهذه المادة الأساسية في البرمجة الرمضانية، يُفتح باب رحب للسينما كي تتدخّل وبكل وقار وإحترام وتُدلي بدلوها من خلال أرشيفها الذي يحتوي على عدد من الأيقونات سواء في المستوى الديني، أو للدرجة السينمائية العالية التي تجعل المشاهدة في غاية الأهمية بما يتلاءم ومعاني هذا الشهر.
لا نقاش في أن شريط: «الرسالة» للمخرج الشهيد مصطفى العقاد – قُتل في تفجير إرهابي في عمّان عام 2005 – الذي أُنجز عام 1976 هو أهم الأشرطة التي قدّمت رسالة الإسلام في عمل ضخم ومدروس وبالتالي فإن عرضه ضمن البرمجة الرمضانية وإن مُعاداً أكثر من مرة يُعيد التوازن إلى ما هو مدرج على اللائحة الخاصة بعروض الشهر الكريم.
طبعاً الفرصة متاحة لتقديم أكثر من عمل أنتجته السينما المصرية في عزّها ومنها: «فجر الإسلام» للمخرج صلاح أبو سيف، و«خالد بن الوليد» لـ حسين صدقي. ومن السينما العالمية: «الإسلام إمبراطورية الإيمان» لـ روبرت إتش غاردنر، و«رحلة إلى مكة» وثائقي لـ بروس نيبور. وبالتالي هناك إمكانية لتطعيم البرمجة بعدد مختار من الأفلام تعوّض النقص الشديد في المواد الدينية المفترض أن تحضر بشكل أو بآخر في يوميات الشهر وشعائره الإيمانية.
لن تفيد كل المبررات المنطقية وغير المعقولة في إيجاد تبرير واحد سليم يُغطي فقدان بوصلة الدين في رمضان لذا فالفرصة متاحة ورحبة الخيارات لتقديم ما يسدّ فراغ المسلسلات بأفلام مناسبة وإلّا فسيبقى المأخذ وصمة سلبية على جبين القيّمين على الإنتاجات والمبرمجين والعاملين في الوسط التلفزيوني.