بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 تشرين الأول 2023 12:00ص المهرجانات العربية بين التأجيل والإلغاء..

حجم الخط
إهتزّت الدنيا وليس المنطقة العربية وحدها بفعل الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، وكان طبيعياً أن تكون التداعيات بحجم الوحشية الإسرائيلية في تجاوز كل الإعتبارات الإنسانية في حرب إبادة معلنة بتأييد وقح من الغرب.
نعم توقّعنا أن تكون هناك إرتدادات على مواعيد معلنة وثابتة لعدد غير قليل من المهرجانات والتظاهرات السينمائية في أكثر من بلد عربي، لكن الإرتباك والنيّة دائماً إيجابية ومبررة سواء تأجّلت أم أُلغيت، وفي الحالتين هناك ما يدعم كلاً منهما.
التأجيل أصلاً تبدو عليه ملامح الإلغاء وهذا ما تأكد مع أيام قرطاج السينمائية في الدورة 34 حيث أعلن عن تأجيله ثم أصدرت وزارة الشؤون الثقافية بياناً أعلنت فيه إلغاء الدورة، مع أن التأجيل جاء على خلفية إلغاء الإحتفالات التي تواكب عادة الإفتتاح وبعض التظاهرات والإكتفاء بعرض الأفلام المدرجة على البرمجة، لكن القرار بات نهائياً، وهذا على ما يبدو ما ينتظر الدورة 45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي كان مقرراً بين 15 و24 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وصدر قرار عن وزيرة الثقافة نيفين الكيلاني بتأجيل تنظيم الدورة إلى أجل غير مسمى، واعتبر العديد من المتابعين أن الدورة 45 ستحملها سنة 2024. 
وهناك مهرجانات في الجزائر والمغرب أعلنت عن إلغاء دوراتها تضامناً مع غزة، وحده مهرجان الجونة السينمائي لم يزح عن قرار التأجيل حتى 27 الجاري ولم يصدر أي تعديل على هذا القرار بعد وإذا بقي على موقفه فسيكون الوحيد الذي سيقام مناصراً قضية وشعب غزة متبرعاً بـ 5 ملايين جنيه لصالح الهلال الأحمر في القطاع.
والسؤال هنا هل الإلغاء في محله أم أن تعديل صورة المهرجانات وفق ضرورات الأوضاع في غزة أفضل؟ نحن نميل إلى التعديل، لأن منابر المهرجانات لها تأثيرها الإقليمي والعالمي وهذا ما تحتاجه غزة وأهلها في هذه الظروف الكوارثية بعدما إستنفرت الجرائم الصهيونية إستنكارات من أرجاء العالم فلتكن السينما بين هذه الوسائل الضاغطة لتوصيل الصوت والصورة الحقيقيين إلى سكان الكوكب كله.
الإلغاء موقف جيد تعبيراً عن شدّ أزر المقاومين وجموع الناس، لكن أليس مفيداً أن يتم رصد آراء النجوم وعرض الأفلام التي تعرض للحقوق المشروعة وتُظهر صلف الإحتلال كمواد داعمة في الضغط على الغرب لتبديل مواقفه؟!