بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 حزيران 2019 12:00ص «ساندي شمعون» غنّت «سيد درويش» بروح عصره...

«ساندي شمعون» تغني «ساندي شمعون» تغني
حجم الخط
شاركت قبلاً في العديد من الأعمال عبر منبر «مترو المدينة»، وحصلت على الكثير من المباركات على غنائها روائع الشيخ إمام، وكلما حضرت في إطلالة جديدة تميّزت وقدّمت إضافة نوعية إلى صورتها الفنية.

ساندي شمعون، من المواهب الغنائية الجيدة، مجتهدة، وتتمتع بثقة واضحة بالنفس، مع وضوح في الرؤيا لمجمل القضايا الفنية وتلاوين الحضور، وآخرها في سهرة «التحفجية» ليلة 18 حزيران/ يونيو الجاري (وأخرى في 26 منه) على الخشبة إيّاها، ومع نسبة «سمِّيعة» تملأ المكان، إصغاء، ومشاركة، وتصفيقاً، كيف لا، والألحان التي غرّدت في المكان هي لسيد الملحنين سيد درويش، الذي يحسب له أنه تصدّر مشهد تطهير أنغامنا الشرقية العربية من كل الشوائب التي أرهقتها من الثقل الأفريقي والتركي وجعلها جميلة شفافة.

«ساندي» أحيت سهرة غنائية أطربتنا بعفويتها، وصدق إحساسها، وتفاعلها الشفاف مع الموسيقى الشرقية الخالصة لـ «سيد» يعزفها تخت موسيقي شرقي من أمهر العازفين (فرح قدود عزفت على البزق والعود) (أحمد الخطيب - كان رائعاً على الرق) (خضر رجب - مع أُذن أخذت مكان العين وطاقتها على الكمان)، (وسام دبول - سيد آلة القانون)، (ومكرم أبو الحسن - على الكونترباص).

لفتنا طوال سهرة السماع، قدرة المغنية على لفظ العبارات المصرية المقعَّرة والتي تعود إلى بدايات القرن الماضي في مصر، وتعاملت معها بثقة العارف باللهجة المصرية، ويبدو أن تجربتها مع أغاني الشيخ إمام أعطتها جانباً من خبرة بدت واضحة في غنائها لـ سيد درويش حيث بدا أنها فهمت معنى كل عبارة، واشتغلت على هضمها ثم توصيلها بطريقتها هي، فإنسجمت الشرائح الحاضرة في الصالة وغنّت معها مثلما هي حال المغنين أصحاب الشهرة والجماهيرية الواسعة.

15 محطة غنائية تراوحت ما بين الأغنية القصيرة السريعة، والطقطوقة التي يتفاعل السامعون معها مباشرة، وجاءت على الشكل التالي:

أوعى يمينك أوعى شمالك، سالمة يا سلامة، البحر بيضحك والله، يا كيكي كوكو، حرَّج عليّ بابا ما روحش السينما، تستاهل يا قلبي، شد الحزام على وسطك غيرو ما يفيدك، لحن الوارثين، إيه العبارة، إرحموني، قُلل القناوي، بنت العمدة، لحن الحشاشين، زنغي زنغي (لحن سوداني)، وزوروني كل سنة مرّة.

التجاوب مع الأغنيات تحقق مع كل واحدة، خصوصاً وأن «ساندي» تعمّدت إعلان إسم الأغنية قبل أدائها، لكي يكون الجميع في مناخ ما ستغنيه وهذا سهّل معرفة اللفظ الصحيح لبعض العبارات، مع شرح أحياناً لقصة هذه الأغنية أو تلك، وهو ما أعطى خلفية لها أفهمت الحضور جانباً من طبيعة العادات في تلك الفترة من الزمن.

«مترو المدينة» يتابع ترسيخ مفهوم المنابر الغنائية في لبنان، خصوصاً التي تعتمد على الطرب، مع خصوصية تتعلق بمبدأ التذوّق الفني الصحيح لكل ما يمتّ إلى الفنون السمعية والمرئية بصلة، ومن خلال خيارات صوتية وعزفية جيدة جداً، أوجدت لنفسها مساحة رحبة في ذاكرة وقلوب الحضور الذي يتميّز بوجود النخبوي إلى جانب الشعبي، المثقف، إلى جانب من يحب الفن، ويسعى للتمتع به أينما حلّ.