من الإكتشافات الجيدة في عالم الفن السابع أن هناك أفلاماً جميلة في بلدان مختلفة من العالم يستطيع الرواد التمتع بمشاهدتها بمجرد العثور على نسخ منها، ومن هذه النوعية: Prime للمخرج الجنوب أفريقي تابيسو كريستوفر الذي صوّر فيلمه في العاصمة كيب تاون بميزانية متواضعة جداً: 225 ألف دولار فقط وهو رقم ليس شيئاً في معادلة الأفلام العالمية مع ذلك نتناوله لسببين: الأول لمناسبة عيد الأم الذي يحلّ خلال أيام، والثاني لأنه شريط جاذب وعميق وجميل في 94 دقيقة يحفل باللحظات الصادقة مع الشاب ماريوس - ريتشارد غو - الذي لا تغيب عن ذاكرته صورة تعنيف والده لوالدته ومحاولة خنقها عدة مرات لأنها تعترض على وجود إمرأة أخرى في حياته مما دفعها بعد الكثير من القهر وحالات الضرب لأن تنتحر وترتاح، لكن الإبن ماريوس ظل وفيّاً لها وكانت المفاجأة عندما توفي والده أنه فرح كثيراً ولم يهتم كما لم يشارك في تشييعه ووداعه إكراماً لذكرى أمه.
لكن الشاب المصاب بفوضى ذهنية جراء ما سجلته ذاكرته من مشاهد مؤثرة بين والديه شعر بأنه يخالف إيمانه عندما يفرح لوفاة والده بدل أن يحزن ويبكي وينعزل، فقصد الكنيسة للإعتراف طالباً نصحه في حالته هذه وهل يسامحه الرب على هذه المشاعر الغريبة.
سياق الفيلم الذي كتب المخرج نصه فائق الدقّة ويلعب على الخيط الرفيع بين الغفران والكراهية، وقد ورد في فريق الإنتاج إسم عربي: خالد الجليلاتي، وحضر أمام الكاميرا أيضاً: جاسمين هازي، شارون سبيغل واغنر، جيرار ريدولف، جاك فارهام، مايكل لورنس بيتر، وليويلين كوردييه.