بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 شباط 2019 12:03ص اعتصام تضامني مع قضية زريق.. «ما تحرقونا بأقساطكم»: لدعم المدرسة الرسمية ومحاربة الفساد بدءاً من وزارة التربية

حجم الخط
مَنْ تابع على مدى الأيام الثلاثة الماضية، التعليقات وبيانات الاستنكار و»الهاشتاغات» المتضامنة مع عائلة جورج زريق وقضيته، التي تطال كل رب عائلة في لبنان، يظن للوهلة الأولى أنّ الثورة آتية لا محال، وأنّ الاعتصام الذي نُفِّذَ أمام وزارة التربية سيكون الشرارة الاولى، التي ستدفع بالمسؤولين للعمل جدياً على تحسين المدارس الرسمية، بدلاً من احتراق الأهالي بنار أقساط  المدارس الخاصة التي يتذمرون منها مع بداية كل عام دراسي.
لكن الواقع يختلف تماماً عن العالم الافتراضي، فالاعتصام لم يشارك فيه سوى عشرات الأهالي، الذي يطالبون بدعم المدرسة الرسمية، وحق التعليم لأولادهم وسط فوضى أقساط المدارس الخاصة.
صوت المعتصمين امام وزارة التربية، لم يدفع بالوزير أكرم شهيب للنزول الى الساحة والاستماع الى مطالبهم عن قرب، بل اكتفى بدعوة شقيقي زريق للصعود الى مكتبه، إلا أنهما رفضا ذلك، وأكدا أنّ «حقنا وصلنا»، لكنهم يريدون إسماع صوت اللبنانيين الذين قد يتحوّلون الى جورج زريق مع استمرار حال الأقساط والمدارس على ما هي عليه.
وحاول بعض المتظاهرين الدخول الى مبنى الوزارة للقاء وزير التربية، إلا ان القوى المنية منعتهم واعتدت عليهم بالضرب.
الاعتصام الذي نفّذه اتحاد لجان الاهل وأولياء الامور في المدارس الخاصة في لبنان، بمشاركة ناشطين في المجتمع المدني وطلاب من الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة، حمل شعار «جورج زريق شهيدا بنار اقساط المدارس».
ورفع المتعصمون صور جورج زريق التي كتب تحتها: «نحن نحترق»، ولافتات دعت رئيس مصلحة التعليم الخاص في لبنان عماد الاشقر الى الاستقالة، وسألت: «كم جورج تريدون حتى تتحركوا؟»، وأشارت لافتات أخرى الى «طمع وجشع المدارس الخاصة والتعليم المجاني»، معتبرة ان «900 الف تلميذ مصيرهم سيكون مثل مصير ابناء جورج اذا كملتوا هيك».
وحمل احد المشاركين لافتة كتب عليها: «بعنا كل شيء حتى نعلم اولادنا بعد في الكلوة»، وكتب آخر «5 مليون أقل قسط ومعاشي كله 700 الف». ورفعت احدى المشاركات لافتة كتب عليها «ما تحرقونا بأقساطكم».
{ وتلت المنسّقة الادارية لاتحاد اولياء الامر لمى الطويل بيانا بإسم «اولياء الامر المتعهدين ولجان الاهل المضطهدين والطلاب والطالبات المهددين»، مطالبة بـتشكيل المجالس التحكيمية في اول جلسة لمجلس الوزراء على ان يكون الاتحاد عضوا فيها، الامتناع عن تراجع وزارة التربية عن اي دعوى اصبحت امام القضاء، فتح الموازنات والميزانيات وتعيين مدققي محاسبة محلفين امام القضاء، الكشف عن مصير الزيادات السابقة من العام 2011 والمستوفاة على اساس سلفة على السلسلة، تفعيل المادة 13 من القانون 515/96 لناحية رقابة الوزارة على موازنات المدارس والتسديد بذلك، اصدار تعميم رسمي عن الوزارة يشرح نص المادة 10 والفقرة الاخيرة من المادة 121 التي تحمي الطلاب من ابتزازات الادارة وتضمن لهم ولاولياء الامر حقوقهم القانونية والزام المدارس بتعليقها في اماكن ظاهرة في المدرسة، إحالة الفاسدين الى التفتيش نظرا للمعطيات التي لدينا، ومعرفة مصير الدعاوى التي تم سحبها من قبل الوزير السابق، تطبيق القانون 515 بما يتعلق بدور لجان الاهل وحماية الاولاد».
وناشدت «رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء الوفاء بوعودهم بمحاربة الفساد»، مطالبة «بالبدء من وزارة التربية لأن اصلاحات باقي القطاعات لا قيمة لها اذا بقي الشعب جاهلا واميا».
{ وكانت كلمة لحزب «سبعة» ألقتها عضو الهيئة التنفيذية فيكتوريا الخوري زوين، فشدّدت على ان «ازمة التعليم في لبنان لا يجب ان تبقى بلا معالجة نهائية من قبل الدولة»، وأن «المطلوب خطة متكاملة وليس ترقيعا»، معلنة عن تسليم وزير التربية اليوم برنامج سبعة «الذي يتناول الشق التربوي بالتفصيل».
{ وطالب يوسف زريق شقيق جورج بإقالة مدير المدرسة وادارتها «التي تصرفت بلا مسؤولية وبلامبالاة حين اخبرهم جورج انه سيحرق نفسه».
وأكد ان جورج «لم يكن يعاني من اي مرض نفسي ولم يكن سكرانا»، وقال: «لم نطلب مساعدات من احد». ولفت الى ان «نائبا كويتيا تبرع براتبه كاملا في الوقت الذي لم يتحرك اي نائب لبناني».
{ من جهته، تمنى شكري زريق شقيق جورج، «الا يكون في لبنان جورج آخر»، وقال: «نحن نرضى ان يكون شقيقي فداء للوطن على الا يكون هناك ضحية اخرى»، مضيفاً: «اخي مات بأرخص ثمن من اجل ورقة وقلم لكن موته كان غاليا جدا لأجل كل الاطفال في لبنان».
{ ووزّع تجمع الشبيبة الديموقراطي بيانا جاء فيه: «احرقته نيران الاقساط المدرسية، ودخانها يخنق اباء وامهات اخرين غير جورج، في وطن تمعن فيه السلطة الحاكمة العبث بحقوق الناس ومستقبل الوطن واهله من خلال اهمال التعليم الرسمي وقطاعاته، بدلا من دعمه وتأهيله. ليأخذ الاطفال والشباب ابناء الفقراء حقهم العادل بالتعليم كما ابناء الاغنياء والمسؤولين.».
وختم: «لا خيار امامنا سوى الوقوف يدا بيد استنكارا للجرائم التي ترتبط بحقنا، ومحاكمة المسؤولين عنها، ومن اجل مطالبة الحكام والحكومة ووزارة التربية بإقرار خطة واضحة لدعم وتطوير التعليم الرسمي والمدرسة الرسمية، والحزم في كبح جشع اصحاب المدارس الخاصة وانصاف المعلمين والعاملين فيها، تعالوا نتشارك معا في الدفاع عن حقوقنا وحماية مستقبلنا».
{ كما ترأس وزير التربية إجتماعاً إدارياً تربويا ضم المدير العام للتربية فادي يرق ورئيسة منطقة الشمال التربوية نهلا حاماتي ورئيس مصلحة التعليم الخاص عماد الأشقر في حضور المستشارين أنور ضو وصلاح تقي الدين ، وتناول البحث قضية زريق، واطلع على التحقيق الإداري، وأكد متابعة موضوع تأمين تعليم أبناء المرحوم زريق كما سبق وأعلن في بيانه. 
واستغربت الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، في بيان أنه «في بلد العلم لبنان، يقع فيه ضحايا في سبيل التعليم بعد مرور عقود على إقرار المجتمع الدولي والتزام لبنان إلزامية التعليم حتى عمر 15 سنة»، رافضة أن «تأخذ المؤسسات التعليمية الخاصة الطلاب رهينة، نتيجة عجز الأهالي عن تسديد الأقساط، وابتزاز الأهالي المتعثرين ماليا، بسبب الضائقة المالية، التي يشتد خناقها على الكثير من العائلات، بسبب تراجع الوضع الاقتصادي في البلد، مهددا مصير السنة الدراسية لأبنائهم».
{ هذا وكانت بلدة راسمسقا قد شيّعت جورج زريق، بمأتهم مهيب، حيث ترأس الجنازة كاهن الرعية الأب نقولا داوود يعاونه لفيف من الكهنة، في حضور جويس الجميل ممثلة الرئيس أمين الجميل ورئيس «حزب الكتائب» النائب سامي الجميل وحشد من ابناء المنطقة. كما شارك بواجب العزاء النائب جوزيف اسحاق.