بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 شباط 2020 12:01ص بيع المحرّم

حجم الخط
بيع المحرّم

* هل يجوز بيع الأشياء المحرّمة؟

عصام فروخ - بيروت

- خلق الله الناس على حالة يحتاج فيها بعضهم إلى بعض، فليس يملك كل فرد كل ما يهمّه ويكفيه، بل يملك هذا بعض ما يستغني عنه، ويحتاج إلى بعض ما يستغني عنه الآخرون، فألهمهم الله أن يتبادلوا السلع والمنافع بالبيع والشراء وسائر هذه المعاملات حتى تستقيم الحياة، ويسير دولابها بالخير والإنتاج.

وقد بعث النبي  صلى الله عليه وسلم وللعرب أنواع من البيع والشراء والمبادلات، فأقرّهم على بعضها، مما لا يتنافى ومبادئ الشريعة التي جاء بها، ونهاهم عن البعض الآخر مما لا يتفق وأهدافها وتوجيهاتها، وهذا النهي يدور على معانٍ منها: الإعانة على المعصية والغرر والاستغلال، والظلم لأحد المتعاقدين، ونحو ذلك.

وبالتالي ثبت تحريم بيعها واقتنائها إهمالا لها وإخمالا لذكرها وإبعادا للناس عن مباشرتها، ولذا قال عليه السلام: «إن الله ورسوله حرّم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام» كما ورد في الأثر: «إن الله إذا حرّم شيئا حرّم ثمنه». والله أعلم.

الدعاء والمصائب

* هل يخفف الدعاء من المصائب؟ وهل يلطف الله بنا نتيجة الدعاء؟ 

رئيف زين الدين - بيروت

- إن الإنسان يحدد اللطف بما عرف فأنت تريد أن تخضع حكمة الله في اللطف لحكمتك أنت.
ألم تطلب شيئاً من الخير في نظرك مرة ثم يتبيّن لك بعد ذلك أنه شر، بل لعل لطف الله ألا يجيبك إلى حمق دعائك.. إذن ليس اللطف بأن تأتي الأمور على وفق ما يشتهي الإنسان وإنما اللطف يأتي على وفق ما يريده الحق سبحانه وتعالى.

فإن كنا مؤمنين بحكمة الله تعالى فيجب أن تأخذ اللطف على هذا المعنى، وليس أن اللطف هو تحقيق المراد لنا لأن الله إذا حقق لعباده كل مراداتهم فإن هذا لا يكون مناسباً لكمال الحق وحكمته.

ولكنه سبحانه وتعالى يعدل مطالبنا في الخير.. فأنت تطلب الخير على قدر فهمك وتقديرك القاصر للأمور، أما الله فبحكمته العالية يعلم أن ما تطلب من الأمر ليس خيراً لك.. ويترك الله بعض الناس يصلون إلى خير يريدونه ثم يعرفون بعد ذلك أنه شر، وهذا لكي يعرف هذا العبد أن الله حينما يقبض عنه طلبه: أن الخير فيما يختار الله لنا، ولو كان بعدم تحقيق رغباتنا وطلباتنا، ولو جاء على غير مراداتنا، فإن كنت تريد اللطف من حيث تفهم أنت فليس هذا إيماناً ولا عبودية، ولكن اللطف هو ما يعلم الله أنه لطف.

ويجب أن نعلم جميعاً أن كل ما يجري على العبد هو لطف من الله. لأنه ليس بين الله وبين عباده خصومة.. فالله قيوم، وهو رحمن رحيم، وكل صفات الله تعالى تدفعنا وتطلب منا أن نأمنه على مصالحنا وعلى اللطف، ولذا نقول لا تطلب مظهر اللطف بما تعرف من اللطف ولكن دع اللطف لما يعرفه الله من اللطف، والله أعلم.