بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 تشرين الثاني 2017 12:05ص في إختتام ملتقى دور الثقافة الإسلامية في بناء الإنسان والمجتمعات

دعوات لتعزيز قيمة القدوة في المجتمع وربطه بتراثه العريق وقِيَمِه الحضارية

حجم الخط
بمناسبة اختيار عمان عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2017م من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «أيسيسكو»، أقامت دائرة الإفتاء العام بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ووزارة الثقافة، ووزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، ودائرة قاضي القضاة، الملتقى العلمي الرابع بعنوان «دور الثقافة الإسلامية في بناء الإنسان والمجتمعات» .
وكان مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية د.محمد الخلايلة مندوباً عن الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري العاهل الاردني للشؤون الدينية والثقافية رعى الأسبوع الفائت افتتاح الملتقى والذي تنظمه «دائرة الإفتاء» بالتعاون مع دائرة قاضي القضاة ووزارات الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية والتربية والتعليم والثقافة.   وقال في الكلمة التي ألقاها بحضور وزراء وحشد من العلماء والقضاة الشرعيين والأمناء العامين لوزارات ومؤسسات رسمية وأساتذة جامعات: إن هذا الملتقى العلمي جاء إسهاماً من دائرة الإفتاء وبالتعاون مع مؤسسات وطنية في إثراء فعاليات الثقافة الإسلامية، كما جاء لإبراز الوجه المستنير للدور الذي أدته المدينة في مختلف محطات التاريخ الإسلامي، وتقديراً لمكانة مدينة عمان في العالم الإسلامي، وإسهاماتها في التاريخ الحضاري في الماضي والحاضر، واختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «أيسيسكو» لهذا العام بناء على معايير دقيقة روعيت فيها العراقة التاريخية والتميز الثقافي للمدينة.
وأضاف الخلايلة: إن الأردن منذ فجر التاريخ أرض مباركة، ومنارة انطلق منها الأنبياء والرسل عليهم السلام على مر العصور والأزمان حاملين لواء الحق والهداية؛ لتشع أنواره البشرية جمعاء وليكون الأردن بوابة للفتح الإسلامي، ولتنطلق الجيوش الإسلامية منه تحمل رسالة الإسلام السمحة وتنشر صورته المشرقة، رافعة الظلم عن المظلومين وليمتد هذا النهج منذ بداية صدر الإسلام إلى عمان الهاشميين، عمان الوئام والرسالة، وكلمة سواء والحداثة والحضارة بقيادته الهاشمية المباركة المتصلة بسيد الخلق عليه الصلاة والسلام.
عربيات
بدوره قال وزير الأوقاف الدكتور وائل عربيات: إن الحضارة العربية الإسلامية لعبت دوراً بارزاً في حياة الشعوب والأمم، فأثرت في العديد من الثقافات المتعلقة بشؤون حياتهم اليومية وغيرها، كما كان للأحكام الفقهية أثر في ثقافة الشعوب في الحرب والسلم ومنها «لا تقتلوا طفلاً، ولا شيخاً، ولا تقطعوا شجرة» فضلاً عن دور الحضارة الإسلامية في حماية الأقليات وحفظ حقوق الإنسان وترسيخ مبدأ المواطنة.
وأضاف عربيات: إن المبادئ والقيم التي جاءت بها الحضارة الإسلامية تحولت مع الممارسة والسلوك والالتزام بالتطبيق إلى ثقافة عند الشعوب ليسود التسامح والمحبة والوئام وانتشر العدل والرحمة بينها، مشيراً إلى أن أوروبا وصلت إلى مرحلة «أن من أراد إظهار مدنيته وتقدمه كان يتحدث باللغة العربية كدليل على أنه متقدم».
وأشار إلى أننا اليوم وبما نحمله من فكر وحضارة وأحكام شرعية واضحة وصارمة وسنن، فإننا مدعوون لإسقاط هذه الأحكام على أرض الواقع، وتطبيقها سلوكاً عملياً يخدم آدمية الإنسان، ويعلي من شأنه ويرفع كرامته ويزيل الظلم عنه وتحترم حقه في حياة كريمة آمنة بعيدة عن التعدي والظلم والتطرف والإجرام والإرهاب، وتطبيق القانون وعدم عرقلة سير العمل، ثم الالتزام بهذه المبادئ ومعاقبة من يخالفها، والتأكيد على أنها جزء من الحياة وبذلك تتحول السلوكيات اليومية إلى ثقافة لدى الشعوب والأمم.
البيان الختامي
هذا وقد خلص المشاركون في الملتقى إلى عدد من المقترحات والتوصيات على الوجه الآتي:
أولاً: الثقافة الإسلامية هي روح الأمة، ذات مصدر إلهي، متصلة بالنبوة، وممتدة عبر العالم وللناس كلهم، لا لحزب ولا لطائفة ولا لدولة ولا لجغرافيا، تنصهر داخلها جميع الفروع، وتذوب جميع الفوارق، وتبقى ثوابت الإسلام والعروبة.
ثانياً: الثقافة الإسلامية علمت الناس معنى الحرية، وحررتهم من العبودية، وحمت المضطهدين والمستضعفين، وسلمتهم إلى يد العدل، وحولت المستبد والمنافق والعاجز والمتكاسل إلى الخصم الأول؛ وذلك أرقى مفهوم ممكن أن يتحقق للثقافة بين جميع المفاهيم.
ثالثا: الثقافة الإسلامية في الأردن ومدينة عمان، ثقافة تقوم على تبني معاني الوسطية والاعتدال التي أصلها الهاشميون منذ تأسيس المملكة، على أسس تقوم على الارتباط بجذور هذه الأمة، وشرعية تربط الهاشميين بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن خلال تبني منهج يظهر الصورة المشرقة للإسلام، وقيمه السمحة التي جاءت لتضيء ظلام البشرية.
رابعاً: الثقافة الإسلامية في مدينة عمان تلتقي تماماً مع الوعد الحق، ومع الأنبياء حملة الرسالات الذين مروا على ثرى الأردن الطاهر، وهي تكليف ضروري يتناسب مع مكانة الأردن على مر التاريخ.
خامساً: الثقافة الإسلامية التي نريدها هي ثقافة الإبداع والابتكار، التي تثير في الناس كل نوازع العمل والصلاح والإنجاز، ويكون ذلك من خلال تعزيز البرامج الثقافية الإسلامية على جميع المستويات التربوية والتعليمية والاجتماعية، وكذلك السياسية والإعلامية.
سادساً: الدعوة إلى استمرار التعاون المشترك بين المؤسسات المناط بها العمل الثقافي، ونقله إلى مستويات ميدانية حقيقية، وذلك عبر الأفكار التي تمس صميم عمل كل هذه المؤسسات، دائرة الإفتاء، ووزارة الأوقاف، ودائرة قاضي القضاة، وزارة التربية والتعليم، وزارة الثقافة، وغيرها من المؤسسات الحكومية.
سابعاً: تعزيز الثقافة الإسلامية مسؤولية مشتركة يتحملها الأفراد أولاً على المستوى الشخصي لكل عربي ومسلم، وينبغي أن تتولاها أيضاً الجامعات والمدارس والمساجد والمكتبات ومراكز البحث والجمعيات الثقافية والتجمعات النخبوية والفعاليات المجتمعية.
ثامناً: زيادة الوعي الثقافي في المجتمع وربطه بالقيم الإسلامية السمحة والنهوض بهذه الثقافة من خلال التشاركية المؤسسية والوسائل المتاحة، يشكل صمام أمان مجتمعي، يحمي المجتمع من الأفكار الشاذة والمنحرفة، ويحافظ على أمنه واستقراره.
تاسعاً: الدعوة بتعزيز قيمة القدوة في المجتمع الإسلامي، وربط المجتمع بتراثه العريق، وقيمه الأصيلة الراسخة، وإعداد وتأهيل الجيل القادم ليكون على قدر عالٍ من الحس والمسؤولية بتحديات الأمة والمجتمع، والقدرة على التعامل مع المعطيات والمستجدات الثقافية المتجددة، على أساس ثابت من الوعي مع الانفتاح والقدرة على التجديد.
عاشراً: على المؤسسات العامة والخاصة وجميع أفراد المجتمع تحمل المسؤولية جميعاً للنهضة بأمتنا ومجتمعنا وترسيخ قيم الثقافة الإسلامية الصحيحة، امتثالاً للأمر الإلهي الذي أمرنا بتبليغ الدين بالطرق والوسائل المشروعة وبالصورة المشرقة الصحيحة.
الحادي عشر: دعوة جميع المؤسسات الوطنية إلى تحمل مسؤوليتها وإبراز الوجه الثقافي الإسلامي لمدينة «عمان» خاصة، ومملكتنا عامة، واستغلال الوسائل العصرية التي تخاطب الأجيال بلغة اليوم، من خلال نشر مضامين «رسالة عمان» رسالة الإسلام السمحة، وتبني قيمها وتطبيقها على أرض الواقع، وتطبيق القيم الواردة في مبادرة «كلمة سواء»، بما يوصلنا إلى بر الأمان من خلال إيجاد مجتمع يتميز بالوعي والتسامح وقبول الآخر.