بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 آب 2019 12:10ص في عرفة... أي معرفة تعيشون..؟!

حجم الخط
غدا يوم عرفة.. وبعده عيد الأضحى المبارك.. فهل وصلنا إلى نقاء المعرفة الحقيقية بالله.. ثم كانت حياتنا تضحية في سبيله..؟!
أسئلة لا بد أن تطرح في هذه الأيام، بعد أن رأينا قمم التناقض تستقر في مجتمعنا..؟!
تناقض بين ما نؤمن وبين ما نفعل، بين ما نعتقد وبين ما نمارس، بين ما ندعو إليه وبين ما نطبّقه في سائر أعمالنا..؟!
تناقض أغرقنا في آفة «قولية الإيمان» حتى أصبحنا أسياده... لا نعرف ولا نتقن ولا نمارس إلا الكلام.. ولا ننشر بين الناس ولا نشجّعهم ولا ندعوهم إلا للكلام..؟!
أما الأفعال الموافقة لكل ما نقول من كلام... فـ (رجس من عمل الشيطان)..؟!
في يوم عرفة... نحن مدعوون لإعادة النظر في حقيقة معرفتنا بالله تعالى وبرسوله الكريم وبديننا العظيم، وأيضا لإعادة المعرفة بما يصلح أمر حياتنا، فنسارع ودون أي تباطؤ إلى الإصلاح والعلاج لعلنا نحظى بالفوز... بعد أن شارفنا على الخسران..؟!
لا يقول أحدنا أني متشائم... وأني سوداوي النظرة.. فأنا فقط أقرأ الواقع بما فيه من إنحدار وتراجع في كل المستويات... وهذا الواقع يصرخ في وجوهنا أن استفيقوا لعلكم تفلحون..؟!
نعم.. رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة)، ولكن هل الدعاء هو مجرّد كلام...؟!
إن الدعاء يوم العرفة - يا من أدمنتم الكلام - لا بد أن يكون مترافقا مع العمل الصالح ومع الإيمان الصادق، وإلا فحالكم كحال من وصفه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم حين ذكر «الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمدّ يديه إلى السماء ويقول: يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغُذّي بالحرام، فأنّى يُستجاب له»..؟!
عرفة أيها السادة.. ليس موسما للكلام.. ولا موسما للخطابات ورفع الشعارات الرنّانة... بل هو من نفحات الله تعالى في دهرنا التي واجب علينا أن نقوم فيها بمراجعة شاملة لعلاقتنا بهذا الدين العظيم الذي أسأنا إليه وشوّهنا صورته، فكنّا أول المعتدين عليه..؟!
في عرفة.. نحن جميعا بحاجة للمعرفة الحقيقية وللعمل الحقيقي.. وبحاجة أيضا إلى ترجمة هذه المعرفة إلى خطط واستراتيجيات وأعمال مستقبلية تضمن كذلك حسن معرفة الأبناء والأحفاد بالإسلام..؟!
أما أن نكتفي بصيام يوم عرفة، ومعه دعاء «لساني» وتباكي كاذب، يليه وليمة «عرمرمية» تعوّض ما فقدناه من لذّة خلال اليوم، ثم يعود بعده كل واحد منا إلى كذبه ونفاقه وسوئه وفساده ومصلحته... فهذا ضرب من «الحول الإيماني» و«الجنون الفكري».. وللأسف نحن وكلاء هذه الأصناف في العالم المعاصر..؟!

bahaasalam@yahoo.com