بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 تشرين الثاني 2018 12:02ص محمّد رسول البشرية

حجم الخط
لقد تضمنت الكتب المقدسة التي سبقت القرآن الكريم، صفات النبي محمّد  عليه الصلاة والسلام، فقد ذكرت التوراة والانجيل اسمه وصفاته والهدف الأسمى من دعوته، وهو  استقامة النّاس على المنهج القويم الذي رسمه الله تعالى لعباده من التوحيد الخالص والعبادة الصحيحة.
ولقد أرسل الله عز وجل أنبياءه عليه السلام، وهم مكلفون باستمرار نشر الحق ودوام الطاعة لخالق الخلق، فالسابق منهم بشير ونذير، واللاحق منهم مصدّق وظهير، فقد بشّر هؤلاء الانبياء السابقون  الكرام عليهم السلام بما أطلعهم الله تعالى على غيبه، بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، فكانت هذه البشارة معجزة تدل على صدقهم، كما كانت حجة على أممهم.
وقد ذكرت هذه الرسالات صفة من أخص صفاته عليه الصلاة والسلام وهي «الأمية» التي لا يشاركه فيها أحد من الأنبياء والمرسلين حيث لم يذكر الله عز وجل أنه بعث نبياً أمياً غير حبيبنا محمّد عليه الصلاة والسلام.
ولقد جاء النبي محمّد بالنبوة الشريفة وبالقرآن الكريم، كلام الله تعالى القدسي الذي عجز الجن والأنس مجتمعين عن أن يأتوا بسورة من مثله كما جاء صلى الله عليه وسلم  بالأحاديث الشريفة والعلوم النافعة والأحكام العادلة والاخلاق الفاضلة والعقائد الصحيحة، وكانت هذه الأمية آية من أكبر الآيات ومعجزة من أهم المعجزات، ودليلاً ساطعاً على  صدق نبوته وإخلاص نيّته عليه الصلاة والسلام.
ولقد أشارت أواخر هذه الرسالات السابقة إلى رسالة الرسول محمّد صلى الله عليه وسلم ، وأتباعه حيث يقول الله تعالى: { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَئكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف 157].
وهكذا كان وصفه عليه السلام، كما يقول سبحانه: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ  وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ  تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذ لك مثلهم فِي التَّوْرَاةِ  وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (الفتح: 29)
وقد قال «عبد الله بن عمرو» رضي الله عنهما: قرأت في التوراة صفة النبي صلى الله عليه وسلم  محمد رسول الله عبدي ورسولي سميته المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، بل يعفو ويصفح ولن أقبضه حتى أقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا  الله»..
كما أن أعلم علماء بني إسرائيل وأعظم أحبارهم وهو «عبد الله بن سلام»، رضي الله عنه قد شهد بصدق الرسول في بعثته برسالته، فبدعوته الصادقة آمن، وإلى صفوف المسلمين انضم، وفيه يقول الله تبارك وتعالى {قل أرأيتم إن كان من عند الله و كفرتم به وشهد شاهد من بني  إسرائيل على مثله فآمن فاستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} [الأحقاف10]
وهكذا نرى أنه بذكر محمد صلى الله عليه وسلم  حفلت الكتب السماوية السابقة حيثث تحدثت عن مولده ونعوته وصفاته وخصائص دعوته وأخلاق أمته وهذا دليل على ان الرسول محمداًَ صلى الله عليه وسلم  بعث للعالمين كافة وليس لأمة واحدة من الأمم.
خليل برهومي