بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 كانون الثاني 2020 12:03ص في «يوم الغضب» أُصيب عبد الرؤوف إصابة حرجة

خلال الوقفة الاحتجاجية للاعتداء على عبد الرؤوف خلال الوقفة الاحتجاجية للاعتداء على عبد الرؤوف
حجم الخط
طرابلس - روعة الرفاعي:

الشاب عبد الرؤوف المصري (18 عاماً) طالب جامعي في كلية الهندسة سنة أولى، قرّر المشاركة في التظاهرات السلمية للمطالبةً بـ»بلد نظيف» خالٍ من الفساد والسرقات، بلد يفسح المجال أمام شبابه لإيجاد فرص العمل، بلد يسمح للشباب تطبيق كل الأنظمة والقوانين التي يدرسونها في مدارسهم وجامعاتهم فيخرجون إلى الحياة ليجدوا أنّ ما تعلموه «تبخّر في الهواء».

لهذه الأسباب مجتمعة قرّر عبد الرؤوف المشاركة في التظاهرات، فترك جامعته مع زملائه وقصد منطقة البحصاص، حيث كان المحتجون يقطعون الطريق في اليوم الأول من «أسبوع الغضب»، وبعد انقضاء ثلاثة أشهر من انتفاضتهم، دون أنّ يكون للسلطة الفاسدة أي تحرك بهدف الامتصاص من نقمة الشارع أولا، ومحاولة وضع حد للتدهور الاقتصادي، فكان أقل ما يمكن أن يقوم به المحتجين للتعبير عن غضبهم قطع الطريق.

عبد الرؤوف وقف مع زملائه بطريقة سلمية في يده «الدفتر والقلم»، وليس السلاح الذي يستدعي توجيه الرصاص باتجاهه من قِبل أحد عناصر الجيش لحظة اندلاع المواجهات بين عناصر الجيش والمحتجين.

رصاصة أصابت عبد الرؤوف في مكان حسّاس كادت أنْ تفقده حياته لولا التدخّل السريع بإجراء عملية له، حيث تم استئصال إحدى خصيتيه، ليبقى في العناية الفائقة بمستشفى المظلوم يصارع قدره المظلم كوّن الإصابة ستؤثر سلبا على حياته، في المقابل فإن أحداً من المعنيين في قيادة الجيش لم يحرّك ساكنا أو حتى يجري الاتصالات بعائلة عبد الرؤوف للاطمئنان على صحته.

وفي اليوم التالي، نفّذ زملاء عبد الرؤوف في الجامعة اللبنانية اعتصاما أمام مستشفى المظلوم للتعبير عن غضبهم ممّا لحق بزميلهم.

من جهته، قال عضو مجلس بلدية طرابلس الأستاذ الجامعي الدكتور باسم بخاش: «الثورة مستمرة طالما الطبقة السياسية مستمرة بنفس الذهنية، وبالتالي سنكمل كأساتذة جامعة لبنانية وطلاب المسيرة. طلابنا هم عصب الثورة، وقد شاركوا باعتصامات حضارية سلمية ونحن نرفع الرأس بهم كونهم نخبة النخبة، للأسف تم استعمال العنف معهم، وأُصيب أحد طلابنا، وهو يقبع في المستشفى بحالة حرجة».

وإذ طالب قيادة الجيش بالتحقيق واتخاذ التدابير اللازمة، استنكر عدم سؤال قيادة الجيش عن الشاب، ولم ترسل أي جهاز أمني من أجل التحقيق؟

محمد المصري والد عبد الرؤوف أكد أنّه لن يقبل بهدر حق إبنه وطالب قيادة الجيش بإجراء تحقيق شفاف يظهر الحقيقة، فابنه لم يكن مسلّحا ليواجه بقوة السلاح، هو بحالة حرجة وقد يفقد مستقبله.