بيروت - لبنان

1 آذار 2024 12:00ص 155 توقيع كتاب

حجم الخط
في مقابلة إذاعية مع أمين عام الحركة الثقافية في انطلياس، حيث ينظّم معرضاً للكتاب، وفي معرض ردّه على سؤال عما إذا كان الكتاب الإلكتروني قد حدّ من انتشار الكتاب الورقي، قال انه في معرض نشاطات المعرض هناك 155 توقيع للكتاب من قبل مؤلفه.
حالة جديرة بالتوقف عندها..
ما سبب حفاظ الكتاب الورقي على مكانته؟ واستطراداً ما سبب غزارة هذه التوقيعات؟.. ليس في معرض انطلياس فقط بل في معظم أو كل الأنشطة المشابهة؟!..
جواب يتطلّب الاستقصاء عن الشريحة المقبلة على شراء الكتاب الورقي، لو فعلنا ذلك لتبيّن لنا ان غالبيتها هي من شريحة ما فوق سن الشباب أي الفئة التي اعتادت على ملامسة الورق في قراءاتها وفي التمتع بمشاهدة مكتبتها المنزلية.
حالة راسخة في التراث والتقاليد والعادات ولا يمكن التخلّي عنها بسهولة لتحلّ مكانها الشريحة الإلكترونية.
وفي مجال التعامل مع التكنولوجيا في هذا المجال وحتى في أبسط حالاتها ما زال التأقلم نسبياً عكس الأجيال الجديدة الشابة التي عايشت الحالة الإلكترونية منذ نشأتها وبعضها منذ طفولته. أما عن غزارة التواقيع فذلك أمر بات معروفاً ويتجسّد في عدة أسباب، سببه الأول هو الرغبة في التميّز وإلى حد ما في الرغبة في التعبير ان شعراً أو نثراً أو في ميادين أخرى.
وسبب آخر هو الحالة الاقتصادية الرثّة التي تعمُّ الجميع ومنهم دور النشر التي باتت لا تتحمّل كلفة طبع الكتاب وإنما تكتفي بوضع اسمها عليه والقيام بتوزيعه ويتحمّل الكاتب هذه الكلفة التي يسعى خلال المعارض والأنشطة إلى الحصول على بعضها من خلال مناسبات التوقيع التي يتبرّع الأصدقاء والأقارب بمد يد العون للمشاركة عملياً في تحمّل هذه الكلفة.
ومتى عُرف السبب في الحالتين بطُل العجب..
وتبقى هذه المعارض والنشاطات وما يتخللها دليل على وجود حياة ثقافية وعلى ان الثقافة عندنا مضادة للموت.