بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 كانون الأول 2023 12:00ص التاريخ العربي على الشاشة هل نوثّقه أم نتجاوز إحراجاته؟

حجم الخط
للتاريخ معنا نحن العرب محطات فخر وعزّ ومهابة، إلى درجة التساؤل لماذا هذا القصور اليوم في تسجيل نقاط إيجابية حضارية تنسجم مع ما كان لنا في غابر الزمان من كيان يتصدّر الممالك في العالم القديم؟!
مناسبة الكلام عن الموضوع مساهمتنا في جانب من الإجابات ضمن أطروحة جامعية تتمحور حول الجوانب المؤثرة في رصدنا للمحطات التاريخية المختلفة التي توثّق ما كان للعرب من قوة وحضور وفاعلية في قضايا الأمم المتعددة في أنحاء المعمورة.
إستفهامات متشعبة حول الموضوع تناولت بشكل رئيسي مقدار الإهتمام السينمائي بالتاريخ، والجواب أشار أولاً إلى صعوبة التعاطي مع الأحداث والوقائع والمواقف بحيادية ومن ثم إستحالة توفّر قراءات للمادة المصورة إن وجدت من منظور الإختصاص، والبديل وجهات نظر لا تعتمد على مبدأ أكاديمي منطقي قابل للتبنّي، هذا إضافة إلى التكاليف الباهظة التي يحتاجها الشريط التاريخي من أكسسوارات إلى ملابس وديكورات وما إليه من خيول وكومبارس، وهذه تحتاج إلى إمكانات دولة تتبنّى المشروع بكل متطلباته.
وما الأهمية التي تحملها مثل هذه الأعمال على المستوى الشعبي، إنها تنحصر في ضرورة معرفة أي مواطن بمقدّرات بلده، وما قدّمه الأجداد من إسهامات وتضحيات في سبيل تلميع الصور الحضارية للبلد، وبالرغم من وجود مؤلفات بالأطنان في المكتبات والجامعات والمكاتب الرسمية عن تاريخ أي بلد إلّا أن المعوّل عليه هو الشريط الوثائقي الذي يختصر آلاف الصفحات والآراء مهما تعدّدت في شريط لا يتعدّى وقته على الشاشة الساعتين من الوقت، يعني أنه قادر على تسهيل المهمة على المواطن العادي كما على الباحث.
وعمن هو الأهم كدور فاعل في هذه الأجواء يبرز الكاتب في الصدارة لأن المطلوب المعلومة الموثوقة والموثّقة التي لا تحتمل أي تأويل، وهذا الشرط غالباً ما لا يتوفر لإستحالة توفّر الحرية الكاملة للمتخصصين في علم التاريخ لتقديمه بكل التفاصيل التي حصلت، لأن المصداقية باب متميّز في السياق وهي غالباً ما تغيب لوجود سطوة رسمية أو حزبية أو دينية تتعامل مع المادة على أساس كتابتها وفق توجهاتها ومواقفها ومصالحها، بينما يغيب الناقد المتخصص في فهم التاريخ ليناقش ويرصد الهنات التي تقع فيها الوثائقيات وتبقى على حالها.