بيروت - لبنان

25 آب 2023 12:00ص الفنان محمد حسين لـ«اللواء»: «إنها الروح تتحدّث وفي كل بقعة في اللوحة هناك قصة ورواية»

الفنان التشكيلي محمد حسين الفنان التشكيلي محمد حسين
حجم الخط
تؤدي بلاغة الحركة اللونية في لوحات الفنان «محمد حسين» ترجمة تفاصيلها جمالياً، وبمقاييس يصوغها وفق التقاسيم والإستواء الفني أو البصري وحتى عبر منظومة تؤدي إلى نوتة لونية يعزف من خلالها على الشكل الذي يتولد من قساوة تصاحبها ليونة، وقد يستغرب المتلقّي من المعنى هذا فانتقال الفنان «محمد حسين» من الغراتاج الى عالم الألوان هو القدرة على التناغم بين الأبيض والأسود، والألوان الأساسية الجامحة في لوحاته القادرة على ترجمة الأبعاد الحسّية بصريا، لتكوين المعنى المتناقص غير المتناسق رغم السلاسة البصرية التي تتميّز بها لوحاته وفق توازنات تزدحم فيها ترجمات حركات الألوان التي تسمو مع الفراغات، ومع الإيقاع الذي يندرج مع المسار البصري، لنفهم ألوانه على أنها محاكاة تشكيلية لتغيّرات فرضت نفسها عليه، وتركته بعيدا عن الغراتاج، ولكن مع الأبيض وما يحمله من اختلاطات مع الألوان وفضاءاتها الباردة والحارة دون عبثية أو قصدية، إنما بتدرّجات تراتيبية هي نوتات تندرج تحت مسمّى العزف اللوني والحركي استنادا لترجمات الحس الداخلي وبشاعرية يتصف بها. ومع الفنان محمد حسين أجرينا هذا الحوار...
{ ما هو الحدث الفني الذي دفعك للتغيير والانتقال من الأبيض والأسود وفن الغراتاج إلى الألوان والتعبير البصري إن صح القول؟
- في الواقع الرسم باللون كان متلازماً مع الأبيض والأسود، ولكن كنت أفضّل دائما في المعارض الجماعية أن أشارك بالغراتاج من باب التنوّع، ولكن صلتي مع اللون قديمة.
{ تصوير الأشياء أم التعبير عنها وذهنية شاعرية في لوحات غنية بالمواضيع من حيث القراءة التشكيلية؟
- إنها الروح تتحدث وفي كل بقعة في اللوحة هناك قصة ورواية.
{ الفنان محمد حسين بين اليوم والأمس الذي فصلنا عنه الوباء الكوروني، وكأنك فصلت الزمن بين الغراتاج والألوان التعبيرية في معرضك هذا؟
- لم انفصل كلياً عن الأبيض والأسود ولن انفصل. لا شك أنني أجد نفسي أكثر قليلاً من اللون ولكن ندرة الخامة التي لم تعد متوفرة بالحجم المطلوب كما سابقاً دفعني للتنويع. والأبيض كما الأسود هي من الألوان.
{ لو قلت لك ماذا تمثل لك العودة التشكيلية للعمق وللجذور الفني ماذا تختار أي فنان وأي لوحة؟
- العودة إلى الجذور بمعناه الأكاديمي والأساليب المتبعة لا أعتقد أنه هناك فنان واحد ممكن اختياره. فالتاريخ ذكر الكثير من الفنانين العباقرة في عصور متلاحقة. ولكني استقي من الكثير وأُغني به عملي الفني. وهذا متجذّر في الذاكرة من خلال الثقافة والتجارب العديدة. لكن يلفتني أصفر فان غوغ وجنون دالي وصرعة غوغان وانطباع مونييه.
{ تمتلك شاعرية غنية حتى في أسلوب التجريح الفني إن حق لي قول ذلك، فهل علاقتك بالفرشاة أكثر ليونة من مقشط؟
- لكل أسلوب جماليته. ولا يختلف المقشط عن الفرشاة أو القلم فأنا عندما أرسم لا أهتم بالآلة بقدر اهتمامي بالنتيجة. وكثيراً ما اقرأ اللوحة بعيون الآخرين بعد أن أنتهي منها. ولكن خلال التنفيذ لا أتقيّد بأي من الشروط ولا أدع أي شيء يعيق كلمتي التي أريد أن أقولها في العمل الفني. لا ألتزم بالقوانين وقد لا أبالغ إذا قلت أنه لا يوجد قوانين تقف في وجه الإبداع.
{ ألوان كأنما هي الأوكسجين لفنان يبحر في الفن لينسى مشكلات الحياة، ما رأيك؟
- الألوان أوكسجين الفنان، كلام جميل ومعبّر بل أكثر من ذلك أنها حياة الفنان بحره وطبيعته، خياله وكلامه وأفكاره.. إنها عينه وأذنه ولسانه.