بيروت - لبنان

23 حزيران 2023 12:00ص المرونة في مواجهة صعوبات الصمود عند الفنان الفلسطيني نبيل عناني

من أعماله من أعماله
حجم الخط
يحمل الفنان الفلسطيني «نبيل عناني» (Nabil Anani) رسالة تُركز على المرونة في مواجهة صعوبات الصمود، بغض النظر عن السياسة، وتحديات الإحتلال الإسرائيلي عبر التشابك الموضوعي بصرياً، بحركة فنية تشكيلية تميل إلى العفوية، وبنفس الوقت للتخطيط في خلق لوحة تتوازن بمعاييرها ومقاييسها، لتضاهي اللوحات العالمية بموازينها التي تعكس قوة التشريحات عبر نقاط هندسية بعيداً عن تفاصيل الجسد والتفاصيل الحكائية برمزيتها الفنية، ليوحي بصعوبة حياة الفرد الفلسطيني المطمئن بعيشه قبل الاحتلال وأحلامه التي خُنقت وابتعدت عن الرغد الذي كانت تحياه المرأة قبل الآخرين لما تمثله للفلسطيني من تمسّك بالوطن والتأصيل المجتمعي الذي كان موجودا بين أفراد المجتمع الواحد أو القرية أو المدينة بأبعادها ضمن المربعات والمستطيلات التي يشحنها بعواطفه وما تمثله البلدات والقرى الفلسطينية بالنسبة له، بجمالية ترتكز تفاصيلها على الشكل التعبيري كالوجوه، فرحها وحزنها وانكساراتها واعتزازها، رغم روح التكعيبية التي تختبئ بين التكثيف البشري والطبيعي وبرمزية هي تعبير يتمثل بالحكاية الفلسطينية، وحتى ما هو بين تضمين عناصر مختلفة هي من روح الوجود الفلسطيني ما قبل النكبة وما بعدها، والجماعات التي تتشكل في أكثر لوحاته بعيداً عن التهجير الفلسطيني بمعناه الواقعي المباشر، لتتخذ المشاهد في لوحاته بُعداً رمزياً يعكس طبيعة النضال الفلسطيني بالفرشاة والألوان. فمحورية لوحاته مبنية على المرأة والطبيعة بشكل أقوى، وعلى الإحتضان وقصص الإنسان المحجوز بين الخطوط والأشكال، والتوّاق للحرية والعودة إلى الأم. فهل نكبة عام 1948 اتخذت من لوحاته تفاصيل العيش وتجميله تحت الإحتلال للصمود رغم صعوبة الصراعات المهيمنة بين المربعات والمستطيلات والدوائر؟ أو أن للذاكرة الفلسطينية جمالية العيش بسلام أو العودة بالرؤية الفلسطينية إلى ما قبل نكبة عام 1948؟ وهل تأثره بالفن المصري جعله يلتزم أكاديميا بالمعايير الفنية رغم تأثره بالأحداث السياسية والاجتماعية التي ارتبط بها الفنان الفلسطيني؟
يؤكد الفنان «نبيل عناني» من خلال لوحاته على فلسطين الآمنة والجميلة قبل الإحتلال، ورغد العيش التي كانت تنعم به، رغم التحديات لم يعزل عناني ريشته وألوانه عن رسالة الفن الأوسع التي تنتشر بصريا، ولا يمكن أن تنعزل عن القضايا التي تعرّض لها الفلسطيني تحديداً، وبهذا استطاع العناني حمل فلسطين في رسالة تعيد لها الأمن والأمان، وتجعل من المرأة في أثوابها قصص الشعوب أو قصص المدن المختلفة من فلسطين. فالإحتضان العاطفي والمشاعر المختبأة بين الحركة واللون تجعل من لوحاته ذاكرة تعود بنا في أغلبها إلى الإستقرار الفلسطيني ما قبل الإحتلال، أو الإحساس بالوطن الفلسطيني وجماله المدهش بتفاصيل توضيحية بقوة العاطفة بين الشخوص التي يرسمها وإظهار التآلف والتآخي، وكأنه ينفي الحدث الإحتلالي والصراعات الدموية تحديداً، أو يريد محوه من خلال التخطي بعيداً عن التهجير ولكن لا تخلو من معالم النضال الفلسطيني والقضايا التي تنتمي لمرحلة السبعينات كلوحة أم الشهيد التي تشير إلى الأم والنساء معا وقوة الجذور الوطنية التي تشير إلى البقاء وقوة المعاناة والصمود لنجد أن المرأة في لوحاته لا بد من وجودها كلوحة القدس وما تحمله من رموز لشجرة الزيتون وغيرها. فهل هيمنة الأشكال من مربعات ومستطيلات وما تحتويه الأشكال من رموز هي توثيق لأحداث أبعدته عن جذوره أو ما يمثل له الوطن؟ وهل ريشة نبيل عناني تعزف موسيقى العودة بعيدا عن الألم المستمر من الإحتلال؟ وهل تشدّده في إظهار الهوية الفلسطينية عبر رمزياته خاصة الكرسي وما تعنيه في الكثير منها في لوحات تمثل الشتات ولكن بنفس الوقت إعادة إحياء فلسطين من خلال الفن التشكيلي؟ وهل كل لوحة هي حكاية تُثبت الإستقرار الفلسطيني قبل النكبة؟