بيروت - لبنان

14 تشرين الثاني 2023 12:00ص عطوي أطلقت لوحتيها الفنيتين وحملت إسم: «أموات لكن أحياء» و«دماءٌ على الغيم»

باسمة عطوي تتحدث لـ«اللواء» باسمة عطوي تتحدث لـ«اللواء»
حجم الخط
أنجزت الفنانة الرسامة باسمة عطوي، لوحتين فنيتين، حملت الأولى إسم «أموات لكن أحياء» والثانية «دماءٌ على الغيم»، نفّذتها في مرسمها الخاص في بيروت، وأطلقتها بحضور العديد من الشخصيات الثقافية والفنية والنقابية والتربوية والإعلامية، وتحدثت لــ«اللواء» عنها قائلةً: «كلما زادت الهوة من حولنا كلما كبر ظلام دروبنا، خطوات تسير بنا ولا تقف، تأخدنا حيث تريد، تتساقط أعمارنا حسب جداول زمنية في كل مكان مرة، كتب بعضها على أوراق زيتون وبعضها على زهور صبار أما الباقي منها فوزّع بين أصوات رياح ما لها لا ظل ولا لون مجرد فراغ، يتغلغل بين أنياب سنوات عجاف ليرتق ممرات زارت ديارنا بقليل من لون وباقي من موت، أنت يا ذاك الذي كانت دياره هناك وكنت تسكنها بحفنة رجاء، افتح نوافذ قلبك لترى ظلمة عيناك وقد قيّدتها خطاك، تماثلت مصابيح محافلنا لمنادي يصرخ فينا من أفواه بنادق جمعت غلالها من حصاد أعمارنا، لا لتعيد ترتيب أوراقنا بل لتقضي على ما تبقّى ممن كان فينا ميتا على قيد حياة، أشبه بإبتلاء نام بأحضاننا لحظات وحصد أرواحنا جمعاء، ووزعها على من كان سببا لبلاء، وكتب شهادة ميلاد لسطور معظم سكانها مجرد أرقام ارتحلوا قبل اللقاء».
وأضافت عطوي: «أنتمي في رسومي للوحاتي، إلى المدرسة التجريدية الفنية التعبيرية، وليس لي أستاذ أو معلم أو مرشد، ولا أنتمي إلى مدرسة معينة، في فن الرسم بل أجد في كل لوحة، أشهدها هي درس أتلقّاه وأتعلّم منه، وأعتبر نفسي إبنة مدرسة الحداثة وما بعد الحداثة، ولوحاتي أرسمها بطريقة حرّة تلقائية، تعبّر عن ذاتي وعن أفكاري ومخيّلتي، وأتعامل مع أنواع كثيرة من أدوات الرسم، لكني أفضّل نوع الأكريليك، وأعمل بيدي وأصابعي، أما بالنسبة إلى الطبيعة ومكوناتها، وما فيها من فصول وأرض وسماء، فكلها معطيات إضافية إلى البشر والأبنية والحركة والأشياء، كلها عناصر أوظّفها في خدمة العمل الفني أي اللوحة، ليس لي نظرة سطحية للطبيعة، بل أبحث عن جوهرها، وهو دور الفنان حيث يتخطّى دوره كمصور فوتوغرافي، ليكون باحث في أعماق الأشياء وجوهرها، والفنان الرسام عليه أن يبحث عن معاناة الناس، ويتأثر بها أكثر من غيره لأن إحساسه مرهف وبطبيعته يبحث عن الجمال والكمال في الأشياء، وبشكل مباشر بما يحيط به، أما المعاناة مع فساد المنظومة الحاكمة، وهذه السلطة المهترئة، فهي مأساة للجميع فنانين وغيرهم، أعان الله الشعب اللبناني الذي يعاني من الفقر والحوج والذل والتفلّت الأمني، والموت على الطرقات، والإذلال أمام كل القطاعات، في طوابير الذل، بسبب مجموعة من المنافقين يحكمون ولا يهتمون إلّا لمصالحهم الشخصية ومراكزهم ولا يقومون بأبسط واجباتهم إلّا إذا كانت ذا منفعه لهم».