بيروت - لبنان

23 شباط 2024 12:00ص لماذا (جنوب أفريقيا)؟!

حجم الخط
يستغرب البعض أو يتساءل لماذا تفرّدت جنوب أفريقيا من بين دول العالم قاطبة بتقديم دعوى أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد إسرائيل بجرم الإبادة للشعب الفلسطيني جرّاء ما يجري في غزة من مذابح ومجازر وتهجير وتشريد والمخططات لإخراج من في غزة إلى سيناء أو غيرها؟..
لمن لا يعرف تاريخ (جنوب أفريقيا) وما سبق وصولها إلى ما وصلت إليه الآن يحق له الاستغراب أو التساؤل..
هناك مثل عامي يقول ما معناه (لا يعرف طعم لسع النار إلّا من ذاقه)..
فحركة الاستيطان البريطاني في جنوب أفريقيا جعلت هناك شرخاً ما بين الأبيض والأسود أو بالتالي تطابقاً بين ما يجري في فلسطين ما بين شعب الله المختار كما يدّعي وغيره من خلق الله ومنهم أصحاب الأرض الحقيقيين شعب فلسطين المقهورة منذ تنفيذ وعد بلفور المسخ 1917.
هذا التطابق في المسرى التاريخي للحالة ما بين شعب جنوب أفريقيا والشعب الفلسطيني هي السبب في تقديم الشكوى إلى محكمة العدل في لاهاي، فبعد أن وصلت جنوب أفريقيا إلى وضع القضاء على التمييز العنصري ووصول أصحاب الحق إلى حقهم ما زالت ذاكرتهم وستبقى تتذكّر مآسي القهر والقتل والسحل وكافة صنوف الظلم وهو ما يجري على أرض فلسطين، وهذا التذكّر دفعها إلى اتخاذ موقف خلافاً لكل دول العالم التي تدّعي شعارات لا علاقة لها على أرض الواقع من (حقوق الإنسان) و(تقرير المصير) وغيرها..
لكن من يسأل سؤالاً منصفاً انه إذا كانت جنوب أفريقيا قد تابعت ما يجري على أرض فلسطين عبر وسائل التواصل وتقارير وبيانات المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة قد توصلت إلى قرارها بتقديم الشكوى فلماذا لم يتقدم بالشكوى أمام ما يشابهها من قرارات من يعاين ويتابع يومياً ما يجري على الأرض خلف حدوده أو أبعد قليلاً لم يقم بذلك.. ولماذا التغاضي والتنصّل من كل الروابط على تنوّعها التي تربط كل ما حول فلسطين بأهلها؟!..
سؤال منصف وله جواب مثله.