بيروت - لبنان

3 آذار 2023 12:00ص معايير الفقر

حجم الخط
من على إحدى شاشات التلفزة كان خبير، كما يقول، يتحدث عن الحالة الاقتصادية وانعكاسها الاجتماعي عندنا، استطرد في تحليله إلى حدود مقاربة الملل الذي يعاني منه عادة من يتابع هذا النوع من التحليلات المحشية بالكلمات والعبارات التقنية التي هي بحاجة إلى شرح كل منها على حدة.
مما قاله ان هناك مغالاة كبيرة في الكلام عن مستوى الفقر عندنا مستشهداً بالازدحام في بعض المطاعم وأماكن الترفيه وغيرها، وان مستوى الفقر ليس كما يُقال ويُعلن وإنما أقلّ من ذلك بكثير..
والحقيقة تُقال ان من يراقب الازدحام الذي تكلم عنه يقع في حالة خداع كاملة فلو أجرى نوعا من التدقيق يتبيّن ان هذه الشريحة من الناس لا تتجاوز نسبتها عد أصابع اليد الواحدة من مجموع أناس هذا البلد، وهي شريحة لها ظروفها ولها الحق في العيش الذي تريده، ولكن الغالبية العظمى من ناس هذا الوطن تعيش في وضع يناقض كل هذه المظاهر.
وما سبق يطرح سؤالاً مركزياً يصلح لأن يكون أساساً لبحث الموضوع سؤال هو الآتي: ما هي معايير الفقر المتوجب الاستناد والبناء عليها في هذا المجال؟!..
إذا كان المقصود هو الجوع بمعنى المأكل والمشرب فهو ليس محصوراً في ما يدخل من غذاء الى الجسد.
فربّ العائلة الذي لا يملك ثمن الدواء لولده المريض هو جائع قطعاً.
ومن لا يملك أجر وسائل التنقل مما يضطره للتحرك معتمداً على قدميه هو جائع أيضاً.
والذي يقع في مشكلة «عويصة» عند استحقاق دفع ما يترتب عليه لصاحب المولد الذي يبيعه الكهرباء.. هو جائع.
وجدول الأمثلة على ذلك يطول بحيث لا لزوم لذكره.
وهذا الجوع الذي يعمُّ البلد يناقض تماماً ذلك الازدحام الذي تكلم محللنا عنه.
وليس الموائد العامرة في أمكنة محددة دليل على حالة يسر، والنظر الى الأمر يجب أن يتم عبر النظر بالعينين وليس بعين واحدة.