بيروت - لبنان

24 تشرين الثاني 2023 12:00ص من نصدّق؟ من المسؤول؟

حجم الخط
يتبارى سياسيو البلد على شاشات التلفزة وموجات الإذاعات وصفحات الصحف في تقاذف المسؤولية عما يجري وعن من أوصل الوطن إلى هذه الحالة من التردّي والانهيار، وتبدو البراءة على وجوههم وكأنهم يرزحون تحت نير ظلم ظالم مجهول يبدو انه (راجح) في احدى مسرحيات الرحابنة، لكن الحقيقة لمن يبحث عنها في أدغال السياسة اللبنانية يصبح كديوجين الذي أضاء مصباحه نهاراً وسار في الطرقات يبحث عنها.
بلد لو وجد فيه قضاء حقيقي لضاقت السجون بنزلائها..
الحقيقة ضاحكة..
من نصدّق؟..
ومن المسؤول؟..
وعندما تضيع الحقيقة في بلد ما يضيع كل شيء فالأمر يكون بين أولي الأمر مغطّى بدخان كثيف يحجب الأبصار ويضيّق الأنفاس مع لافتة عريضة كُتب عليها (العدل أساس الملك) تضحك هازئة..
الفقر يعمّ البلد وينهك العباد وهم جميعاً في الجهة المعاكسة ترف ومجون وبذخ أقرب إلى الجنون.
وإذا سألوا من أين ثرواتهم الفارهة؟ قالوا انها من تعب عيونهم الساهرة على مصالح أناسهم على اختلاف أجناسهم.
والله أعلم لماذا ابتلي الناس في هذا الموقع من الكوكب بهذا البلاء..
بين أهل السلطة جامع مشترك يجمع ولا يفرّق رغم كل هذه الاختلافات التي معظمها مختلفة.
جامع البحث عن كيفية جمع الثروات بأي سبيل ممكن بغض النظر والقفز فوق أوجاع المرضى وضيق سبل العيش أمام الناس البسطاء وهم الذين أتوا على أساس تمثيلهم لكن تبيّن انهم عند الامتحان لا يمثلون إلّا أنفسهم..
ويتحدثون بعيون واسعة عن الانهيار وكأن هذا الانهيار قد جاء من الفضاء الخارجي وليس بفعل أيديهم..
ويملكون براعة أين منها براعة لاعبو كرة القدم والسلة في تقاذف كرة المسؤولية من طرف إلى آخر.
قد يكون في هذا الكلام بعض التعميم وان هناك من هو غير مطابق لمواصفات السوء..ولكن الصالح يذهب بجريرة الطالح.
هذا على قلّته بل ربما على ندرته..
كبت وعوز وفقر وقهر..كلها عناصر ضغط والعلم يقول في معادلاته ان الضغط يولّد الانفجار.. ولكن متى يحصل؟.. سؤال يضاف إلى: من نصدّق ومن المسؤول؟