بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

15 آب 2023 12:00ص آهٍ.. من صيدا إلى الكحالة؟!

حجم الخط
عموم الأجواء ضبابية على جميع الصُعُد.. من الأجواء الطبيعية الخانقة إلى الأجواء السياسية المحتقنة.. إلى الأزمة الإنسانية المعيشية والأزمة المصرفية ولجوء المصارف إلى فرض ضرائب حتى على رواتب الموظّفين الموطّنة التي تقتطع من الرواتب مبالغ لا بأس بها؟!
الوضع صعب جداً والأجواء السياسية للأقطاب مؤهّلة إلى الانفجار.. وما أضاف هذا الوضع حادثة الكحالة.. ما جعل المواطنين يردّدون: «من عين الحلوة في صيدا والخراب الذي حل بها ودمار منازل المواطنين اللبنانيين إلى الكحالة شو ها الحالة يا خالي».. الناس كل النّاس ومن جميع الأطياف يخافون الأجواء العامة ويتذكّرون الحرب الأهلية الماضية ويخشون أنْ نتجرّع الكأس نفسها في ظل الوضع الاجتماعي المزري وارتفاع سعر ربطة الخبز في الأفران يوم السبت الماضي إلى 79 ألف ليرة؟! يا إلهي ماذا حصل وماذا يأكل المواطن غير الخبز الحاف وأحياناً الناشف المبلول بالماء! هذا ناهيك عن أسعار السلع الاخرى للغداء الذي أصبحت أسعاره باهظة أمام عيون الشعب.. صاحب العين البصيرة واليد القصيرة؟!
مأساة لبنان تتصاعد.. وعوض أنْ تلتف القيادات السياسية والتيارات على  كلمة سواء لإنقاذ الوطن وإشباع البطون الخاوية ومداواة المرضى وتوفير الدواء ونشر الأمن.. نرى أنّ الشعب يتجرّع كأس السم على أيدي التيارات السياسية والسلاح المتفلّت ووقوع القتلى وانتشار إلقاء المواليد على مكبات النفايات.. هذه الصورة السريالية لم يقدر فنان على رسمها.. «جوع واحتياج ومرض وعدم القدرة على شراء الدواء وسرقات على عينك يا تاجر».. والحكّام أو المستحكمون بقدرات ميليشياتهم العسكرية والبلطجية على استعداد لإسكات الأفواه بالهراوة على الرأس أو بمعالجة بسيطة برصاصتين واحدة في الرأس والثانية  في الصدر.. مَنْ يهتم بموت هذا المواطن النكرة هنا أو هناك؟!.. بالطبع سيقول القاتل إنّها الأوامر: «كلب وانتهى».. أنزل الله عليكم سخطه وجعلكم عبرة لمَنْ يعتبر؟!
قلبي يبكي بكاءً حارّاً لا يعلمه إلا الله.. ليس على حالي ومآلي وإنّما على الوطن.. لقد تدخّلت كل القوى الإقليمية والدولية على طحنه.. نعم إنّنا نتوقع حتى أنْ تشطبه عن الخريطة لتتخلّص من أمراضه وهي نفسها مَنْ زرع هذه الأمراض لقاء حفنة من المال اشترت بها الضمائر.. اللعنة إلى يوم الدين على كل مَنْ يتآمر على لبنان ويريد به شرّاً؟
أخبار ذات صلة