السيناريوهات الأليمة على كل الصُعُد تتكرّر.. فعلاً بتنا ننام على الموجع لنصحوَ صباحاً على المؤلِم الذي يفتّت عظام الجسد ويجعلنا ندور على أنفسنا كما الذباب حول المصباح الكهربائي.. نتألّم نعم ولكنّنا لم نتعلّم لأنّ العلم يحتاج إلى ذهن صافٍ يأخذنا إلى مطارح الحلم بغدٍ أفضل.. الغد الأفضل لا يلوح لأنّ الضغط الأميركي علينا مُطبِقاً والضغط المحلي من شرذمة الميليشيات على الأرض أقسى.. الخارج والداخل له أجنداته ولبنان وشعبه في ظل الطغمة الحاكمة الخالية من المواطَنَة والانتماء.. تنفّذ الأجندات المستوردة.. كيف يحيا الوطن إذا كان الخارج والداخل تهدّه المصالح؟!
الألم يعتصرني على وطني وعلى نفسي المحكومة لعقارب السياسة السوداء.. ومثلي مثل كل الأحرار والمثقفين بتنا نخشى على الوطن ولا نخشى على أنفسنا ولا حتى على لقمة العيش التي ما عادت متوفرة وسط أنين الناس وعللهم المرضية دون دواء وحتى لو وُجِدَ لا يمكن شراؤه بالمال.. آهٍ يا لبنان يا واحة السلام.. بتَّ موطناً للبوم والغربان والنهب العام؟!
حاكم المصرف المركزي أمام القضاء وهل سيُصلِح القضاء الحال؟ من نهب المال العام؟ من تبيض الأموال المنهوبة لسياسيين وأرسلها إلى المصارف الخارجية؟ أليست مغارة علي بابا؟!
المصارف تشتري وتبيع.. وأموال المودعين رهينة.. والمودعون حيارى يستجدون.. حتى أن حُجّاب المصارف يتطاولون على المودع الذي كان بستقبله مدراء المصارف ويودعونه الى الباب احتراماً.. لعن الله هذه الأيام التي أُزهقت بها كرامة الناس؟!
وزير الصحة «يا ابن الصدق» الذي تربيت عليه في بيت كريم لماذا تكذب على الناس؟ لماذا تقول إن الدواء موجود.. «الكلام بالقنطار والفعل أكله الفار».. بالله عليك لا تطل على الشاشات وتقول كلاماً بالتجربة مفقود؟!
نعلم إن ملهاة انتخاب الرئاسة الأولى في الثلاجة المكهربة.. رغم أن الكهرباء تصل لبعض مناطق المحازبين بالساعات بينما نحن تأتينا وتذهب مسرعة وأحياناً ربع ساعة أو نصف ساعة في المناطق المقتص منها.. وتقولون إن الكهرباء تأتي لماذا؟ نحن محرومون منها في منطقة الظريف؟!
أقف في الشوارع متصفّحة وجوه الناس الكئيبة.. علّي ألتقي بوجه يفيض منه البِشر والاستبشار بغدٍ أفضل.. ولكن من أين لنا هذا الغد في ظل المشروع الأميركي - الإسرائيلي على لبنان.. إرفعوا أيديكم عن وطني حبيبي عليكم اللعنة؟!