بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

14 تشرين الثاني 2023 12:00ص الحكمة منتظرة من السماء؟!

حجم الخط
مفارقة غريبة عجيبة أنّ القمة العربية والإسلامية عُقِدَتْ يوم السبت في هذا التوقيت ولم تُعقد في يوم آخر.. جاءت بعد مرور شهر وأربعة أيام على أحداث غزّة.. كما عُقِدَتْ على أصوات القصف والدمار وموت الجرحى في مستشفى «الشفاء» بغزّة.. نعم الجميع سَبَتَ في يوم السبت في إشارة أخّاذة لوضع شاذٍّ يحدث على أرض عربية مُغتصبة.. وكانت عبارة عن لقاء لم يتمخّض عن شيء.. لا عن وقف القتال ونجدة الأبرياء ولا عن قرارات تردع إسرائيل.. ربما «الأخوال» أعضاء في الكنيست الاسرائيلي؟!
قمّة رائعة بالتحضير والترتيب العالمي.. لكن نتائجها لم تُقدّم شيئاً على أرض الواقع.. لا لجهة وقف القتال ووصول المساعدات.. ولا لوقف تدمير المستشفيات ولا بكلمة طيّبة تبلسم الجراح وأجساد الجرحى النازحين.. قمّة الاتفاق على ما هو مُتّفق عليه.. والنتائج صفر والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروهٍ سواه..
من كثرة الألم لم نعد نتألّم.. لأنّ عموم المواقف متوافقة ومتوائمة بأنْ لا تقول كلمة واحدة ولو من باب التملّق لمَنْ يعيشون حالة الموت الزوآم.. تعوّد شعب غزّة على النزوح من مكان الى آخر.. المجتمع الدولي «الماسوني» قراره واحد.. إما أنْ يسود على الشعوب وإما أنْ تواجه تلك الشعوب مصائر الموت بأطنان القذائف التي تهدم السقوف وتطال سكانها.. لماذا لا؟ لأن قياداتنا لا تعمل لأجل شعوبها وإنّما لأجل أجندات مفروضة عليها حتى يظل الحُكّام في مراكزهم آمنين.. ينعمون بالسلطة الكاذبة لأنّهم جميعاً عبارة عن موظّفين يُنفّذون الأوامر؟!
أُقلّب في الصفحات المُكدّسة بحثاً عن سطر يخفّف من حرقة القلب.. لكن كل السطور ترى في أي زمن نعيش؟.. في زمن الجهالة وانتزاع الكرامة ومتابعة الأيام الباقية من أعمارنا.. كما الأغنام التي تُساق إلى المقاصل؟!
العقول الحكيمة يجن جنونها ممّا يجري.. تحاول تفرض الحكمة ولكن الحكماء الأطهار بادوا.. وما عاد هناك وهنا وهنالك من رجل حكيم فاعل يقول كلمته ليصنع مجداً.. ربما الأمجاد صارت من نسج الخيال.. يتكلّمون.. يجتمعون.. يضيّعون أوقات مَنْ يستمع لكلماتهم .. لكنهم لا يولّدون موقفاً قاطعاً لفرض السيادة؟!
مشهد بائس.. وكلام فارغ.. والحكمة باتت منتظرة من السماء؟!
أخبار ذات صلة