بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

7 آذار 2023 12:00ص الدولار يرقص ويجن؟!

حجم الخط
تؤكد الأديان السماوية أنّ المُنتحِر كافر بالله.. لكن هذا الكفر ولّده الجوع وعدم القدرة حتى على شراء الخبز.. ولذلك لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن رجل قتل عائلته ثم قتل نفسه أو آخر شنق نفسه أو نوع ثالث تخلّص بإلقاء نفسه في البحر.. نعم ملاذ هذه الأعمال أسبابها الجوع والفقر المدقع.. والخشية كل الخشية أنْ يتحوّل إنهاء الحياة إلى ظاهرة جماعية في الأيام المقبلة.. بعد هذا الانحدار المجتمعي إلى قعر حالة الفقر السفلى.. وكيف لا في ظل عدم وضع رؤية لسياسة مجتمعية تنمّط حياة الناس من قِبل الدولة الغائبة عن كل ما هو من واجباتها.. لأنّ رجالاتها لا همَّ لهم إلا مصالحهم والبحث عن السرقة والنهب حتى من قمامة المنهوب؟!
المُضحِك المُبكي.. في أشهر تشرين الأوّل والثاني وكانون الأوّل والثاني لم تصلنا الكهرباء على الإطلاق.. لكن مصلحة الكهرباء تُصدِر فواتيرها عن هذه الأشهر بالدولار على سعر 45 ألف ليرة للدولار.. وهو سعر صيرفة حسب إصدار المصرف المركزي منذ بداية شهر آذار الحالي.. أين هي الكهرباء يا وزير الطاقة؟.. وهل سرقة المواطن أصبحت على مزاجكم؟!.. اللعنة عليكم إلى يوم الدين؟!
عهر التجّار فاق الحدود دون رقيب أو حسيب من وزارة الاقتصاد.. التجّار وضعوا سعرهم للدولار بـ89 ألف ليرة.. مع أنّ الدولار على أبواب الـ80 ألف ليرة.. وسعّروا بالدولار.. ومَنْ يُعجبه يشتري أو يرحل.. سؤال ملحاح: إذا كان المواطن يتلقّى راتبه المتدنّي بالليرة اللبنانية.. فكيف بإمكانه الشراء بالدولار.. فلسفة ملتسبة لمَنْ يُشرِفون على الحياة العامة للمواطن.. ربما أنّهم يتلقون رواتب من «بيل غيتس» لإنهاء الشعب اللبناني برمته؟!
الزلازل الخفيفة مستمرة على مدار الـ24 ساعة تكتونياً.. والزلازل المعيشية ضارية.. والساسة يتلهّون بطرح أسماء المُرشّحين للرئاسة الأولى دون النظر إلى الوضع العام.. والمصارف مُقفلة وأصحابها نائمون على أموال المودعين.. وحاكم المصرف المركزي يُهندِس سرقة المواطن.. ومثله عصابات السرقة التي تزور بيوت الناس للسلب والنهب؟!
نعم الدولار يرقص ويجن والشعب أخرس أطرش لأنّه مسروق؟!
باختصار المُحصّلة للمشهد العام.. طغمة حكّام فاسدة.. سارقة.. ناهبة.. تتحكّم بمصير البلاد والعِباد.. ليس بينهم شريف ولا حتى ربع شريف من القضاء إلى السياسة والمصارف والوزارات ومغارات علي بابا الملوّنة بأطيافها المذهبية والسياسية.. لا أدري لمَنْ يجب أنْ يحتكم المواطن؟ هل يحتكم إلى ساسة البلاد أم يحتكم إلى الله حتى يخلّصه من هذه الطغمة الداعرة بامتياز؟!
أخبار ذات صلة