بيروت - لبنان

حكايا الناس

19 حزيران 2023 12:00ص الغربة

حجم الخط
مرض حفيدي  الذي يتابع دراسته في إحدى جامعات كندا وأُدخل إلى أحد المستشفيات لاجراء عملية جراحية له.
كل ما علمناه انه أُدخل المستشفى وذلك عن طريق هاتفه ثم انقطع الاتصال به كلياً.. وابتدأت المحنة، وقت أسود ضاغط مفعم بالتصورات المرعبة، وقت يمر بطيئا حاملاً مع  ثوابته الهواجس السوداء.
هو وحيد هناك، لا أهل ولا قريب ولا صديق  ولا تواصل.
وكيف لا  تتزاحم  الهواجس والأفكار البغيضة؟
حتى استطعنا أخيرا الوصول إلى رقم هاتف المستشفى الذي أدخل إليه، وذلك بعد مجهود كبير، وتم التواصل مع الممرضة المسؤولة عنه وكانت لطيفة مدركة  لحساسية الوضع العائلي، وباتت صلة الوصل الوحيدة الی ان منّ الله علينا بالفرج واستطعنا التواصل هاتفياً معه بعد ان اجريت له العملية الجراحية واطمأن الأهل والأصدقاء.
حالة هي النموذج عمّا يعانيه أولادنا في الخارج.
خرجوا من العش العائلي حيث الحنان والرعاية إلى الغربة حيث الوحدة القاسية والشعور بالعراء.
والسؤال الآن..
من السبب في ذلك؟
سلطة في ما يسمى دولة أوصلت شعبها إلى حالة وصل فيها الى درجة انه إذا قذف بولده إلى الخارج فقد قام بالعمل الجيد.
فبدلاً من أن يستمر الانصهار العائلي وما يعني من تعاطف وتماسك في أوقات الازمات على وجه الخصوص، يحل مكان ذلك التشتت والتشرذم الأسري، وبالتالي يدفع أولادنا اثماناً لا علاقة لهم بحصولها، فمن الطبيعي أن يُنهي شبابنا دراستهم الجامعية في جامعات الوطن حتى منتهى الدراسة ويلجأون الى بناء مستقبلهم الذي هو مستقبل الوطن في أمان وسلام.
لكم الحاصل الآن ان الكثير من العائلات باتت جزءٌ منها هناك وآخر هنا.. وما يترتب على ذلك من نهك أسري..
قاتل الله الغربة..
وقاتل من يدفع اليها.
أخبار ذات صلة