بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

4 نيسان 2023 12:29ص المستشفيات: مذابح لبنان؟!

حجم الخط
شهر نيسان الذي يبدأ بكذبة أوّل نيسان.. استقال مستحياً على نفسه من الكذب حتى على الذات الذي يعيشه المواطن.. رغم أنّنا في شهر رمضان المبارك.. ونحن الآن في الثلث الثاني منه وهي أيام المغفرة.. نجد أنّنا كشعب نستغفر الله لكنّنا نطلب منه في السر والعلن ألا يمنَّ على عموم السياسيين والمصرفيين والميليشيات ومحازبيهم بالغفران.. بل أنْ يُنزّل عليهم سخطه بالزفت والقطران الغالي ليجرّد لحومهم عن عظامهم ويجعلهم عظة للمُتّعظين.. فعلاً أتألّم مثلي مثل عموم المواطنين إذا كانت ما زالت هناك مُوَاطَنَة وإيمان بالوطن.. الوجوه صفراء من قِلّة الغذاء.. والأجساد نحلت لتصبح كما ورق الخريف تهزّها الآلام.. رُحماك يا الله.. ألطف بعبادك فإنّهم يحتاجون إلى لطفك يا كريم؟!
في لبنان إذا حدث ووقع لكَ حادث إنساني ووقعت أرضاً.. تجد لهفة الملهوفين حولك.. ولطف رجال الصليب الأحمر عندما ينقلونك إلى المستشفى والدماء تنزف من رأسك.. لكن المستشفيات في الطوارئ لا تستقبلك قبل أنْ تدفع بالدولار 550 دولاراً قبل أنْ يمسّوا جسدك.. أنا لا أنقل عن الآخرين الرواية بل أنقل ما حصل معي.. وهذا يعني أنّ المستشفيات أصبحت مذابح لذبح المرضى على عينك يا تاجر.. أسأل: هل بإمكان المواطن أنْ يكون معه هذا المبلغ المدولر خوفاً من الطوارئ.. نعم انتهى لبنان أخلاقياً.. انتهى لبنان مستشفى الشرق.. انتهى لبنان الكرامة بعدما سُحِقَتْ كرامة الناس وكأنّهم صراصير على مزابل الحياة؟!
المواطن مع كل لحظة يودّع قسماً من حياته سواء بقلّة ذات اليد أو الجوع.. أو بالمرض أو بالطوارئ التي قد تحصل معه ولا يستطيع معالجتها لأنّه لا يملك إلا السراب المقيت.. رحمة الله تغشاك يا شعب الآلام.. يا شعب لبنان الذي كُنتَ مميّزاً على الدوام في العلم والفهم وتدبّر الحال.. وأصبحتَ لا تستطيع أنْ تدبّر حياتك ليوم واحد ولا حتى لتوقيت مُعيّن.. بعد أنْ أصبحت من طبقة الهُلام حتى إذا وَقَعْتَ أرضاً أَصَبْتَ غيرك بالضرر.. ربّي: اللهم لا ضرر ولا ضِرار.. ربّي رحمتك وسعت كل شيء.. وسّع علينا الفرج من عندك فأنت المُدبِّر والمُفرِّج والقادر المقتدر على كل شيء؟!
أخبار ذات صلة