بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

13 حزيران 2023 12:00ص الولي: العيون متى؟!

حجم الخط
مساحة الأيام واسعة بأوقاتها لكنها باتت ضيّقة بأحلامها .. ربما لأنّ الرؤى باتت ضيّقة بمد مداها إلى المستقبل الزاهر في وطننا الأخضر والأسمر.. أشعر بضغط نفسي لا يُطيقه جسدي النحيل ولا حتى أجساد الذين أُحبّهم.. إنّه إطباق على الروح والتفكير نتيجة ما نراه من الجمود نحو أرواح ارتقت إلى ربّها راضية مرضية.. مُخلّفة الآلام في نفوس الشرفاء الأموات الأحياء الذين يشهدون على الأيام وأحداثها وهم يلملمون حواضر التغيّب؟!
في لبنان.. السياسيون يغيّبون رغبة الشعب عن حقوقه في العيش الكريم.. ما زالوا يعيشون ملهاة انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة المال المنهوب.. في ملهاة رسمها أبالسة السياسة تِبعاً لمصالحهم لاستمرار نفوذهم بالسيطرة على المشهد العام.. في وقت سقطت فيه ورقة التوت وبات كل شيء مُتاح مع دخولنا المرحلة السوداء الحياتية التي لا ملاذ من الخروج منها إلا بمعجزة تحرق عموم الساسة وأصحاب المصارف وتقضي على المشروع الدولي الذي لا يرى إلا جعل لبنان عبارة عن قرية بائسة من مجاهل الزمان.. 
لا أمل إلا بالمقارعة لأنّ الأناة خطفت ظاهرة «دق الماء وهو ماء».. علينا إلغاء الظاهرة بثورة الجياع تماثلاً مع ثورة الفلاحين التي غيّرت الموازين في ما مضى؟! لكن هذا يحتاج إلى عقول وازنة للتغيير وليس إلى عقول لا تفكّر إلا بتدبير القوت اليومي حتى لا يندثر الشعب ويضيع في الهشيم اللانهائي؟!
في وطني الأسمر احتُفِلَ بالذكرى الخمسين للتأسيس وللانطلاقة المجيدة.. وهذا يعني أنّ وجودنا حقيقي وثابت بوجود جيشنا المغوار وشعبنا الأبي على الأراضي المحتلة يقارع بلطجة المحتل بالأجساد و»المرأة القادرة المقتدرة» كما وصفتها يا شهيدنا تقارع حتى بسحل جسدها.. أتأمّل جسارة العليّات.. أحيهم.. أقول لهم ليتني معكم للمقارعة وإحياء المناسبات التي صنعت وجودنا بالدماء وليس بالكلام على المنابر.. إنّه الفعل المُبين أينما وُجِدَ هذا الشعب الأبي في الداخل وفي بلاد التيه والمحافل الدولية..
تحية لذكرى الشهداء المزدوجة التي أقامها جيشنا الباسل في ولاية بوجدور.. وملايين الرحمات لأرواحهم الطاهرة التي بذلت الدم.. لكن يبقى ما ينغّص: ألا يستحق باني المشروع الوطني الثائر الفذ الولي مصطفى السيد إقامة يوم خاص به في التاسع من جون المجنون؟
ألا يستحق هذا الطود الشامخ بكل حذقه وبكل ما قدّم وبذل أنْ نُخصّص له يوماً كما تفعل كل الشعوب؟ الأم الصحراء نادته فتياً.. لبّى النداء وقدّم شبابه وزهده بالحياة الخاصة إلى الحياة العامة قرباناً للتحرير.. أتألّم لأجلك الولي رغم كل الحبر الذي سال في الحديث عنك وعن مآثرك في الكتابات التي قيلت في الذكرى.. لكن دماءك سالت لأجل الوطن والشعب البعيد عنه بالرفاة.. حيث ما زلتَ تقبع أنتَ ورفيقك الشهيد إوليدة في رمال غريبة.. متى تعود إلى الأرض في عيون وادي الساقية وتتحقّق وصيّتك؟!
أخبار ذات صلة