بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

8 آب 2023 12:00ص صيدا الموجوعة بآلام الاقتتال؟!

حجم الخط
وطني الأخضر.. وطن الأرز والثلج.. والذي أخذ اسمه من لبن أي إبيضَّ ليس من ثلجه فقط.. وإنّما من قلوب كل اللبنانيين على مساحة الوطن الصغير بجغرافيته.. الكبير بتاريخه وعبقرية شعبه؟! 
من صيف المهرجانات هذا العام في الجبال والمدن من جونيه وجبل لبنان والشمال.. ضاعت فرحة المغتربين والسيّاح والسفارات العربية والسفارة الألمانية أوعزت لمواطنيها بمغادرة لبنان.. ربما يتوقّعون الخراب ومن حقّهم حفظ حياة رعاياهم.. لهم التحية والإكبار..
ورغم كل هذه المظاهر شعب وطني مفجوع من كل ما يُحيط به.. من الجوع الذي لا يُشبِعه إلا الخبز المبلول إذا وُجِد.. أما الداء على أنواعه فموجود والدواء لا قدرة على شرائه.. وموت يا فقير بعد سرقة المال العام من النهّابين والمصارف الملعونة التي تحوّلت إلى بؤرة سرقة للمودع على عينك يا تاجر؟!
الأيام بطيئة والعض علی النواجز كسّر الأسنان وترميمها بات في خبر كان.. وفي غمرة مسلسل الأحزان على ما كان.. تصدّرت مدينة الحرف المشهد.. نعم صيدا.. صيدا مملكة طبلون ومن ثم مملكة صيدون التي أخذت المدينة اسمها من ملكها..
صيدا الجميلة المبنية على الطراز الفنيقي بشوارعها الطويلة من القلعة البرية إلى القلعة البحري.. وهي محافظة على طرازها القديم في المدينة القديمة.. لكن صيدا حزينة فمنطقة التعمير تهدّمت واحترقت بيوتها بفعل التقاتل؟!
سؤال ملحاح يلح على الدوام: لماذا صيدا وبالذات منطقة عين الحلوة تُصاب بالويلات؟!.. ولماذا التقاتل بين الأخوة الأعداء بين حيَّ الطوارئ والبركسات؟!.. لماذا تدمير بيوت المجموعة الخامسة والبنايات الصفر؟!.. لماذا القنص على جامع الموصلي وفي داخله لبنانيون وفلسطينيون هربوا بملابس البيت للاختباء حيث الأماكن الأكثر أماناً؟!.. لماذا قتال الأخوة الأعداء؟!.. هل يتبارون للحفاظ على المسجد الأقصى حتى لا يُهدم ويُبنى مكانه جبل الهيكل؟!.. على ماذا تتقاتلون؟ على القيادة ومَنْ ستقودون على أرض بديلة؟!
ربّي يُرجِعكم إلى جادة الصواب لتكونوا ثوّاراً باستحقاق لإحقاق الحق.. وتخبئة البندقية لقتال العدو الذي سرق فلسطين المحتلة الأبية؟!.. عليكم التذكّر والتنبّه إلى ألا تخرّبوا صيدا فمكانة صيدا كمكانة عكا.. حافظوا عليها.. دافعوا عنها من عدو غاصب.. ولا تكونوا عليها تُمعِنون تهديماً في بيوت النّاس الفقراء.. حرام ما حدث.. وحرام ما سيحدث.. عودوا إلى ضمائركم وساعدوا في بناء ما هدمتم وحرقتم وخرّبتم.. فجميعنا إخوة ولسنا أعداء؟!
أخبار ذات صلة