يبدو أنّ الصباحات الهادئة اختفت كما مساءات النوم ليلاً المُتأبّطة بالقلق.. النوم ما عاد رفيق العيون المتوجّسة خيفة ممَّا سيحدث على حين غفله.. نعم نعرف أنّ القدر محتوم ولكن «العصفورية» التي نعيش فيها على مساحة الوطن ما عادت تستوعب الأمراض النفسية المرتبطة بالخوف على الغد والمصير؟! لماذا؟! لأنّنا دولة فلتانة على الغارب؟! على مدار الساعة نستمع إلی أخبار السرقة والسطو في كل مكان على أيدي العصابات القادمة من خلف الحدود بتشـليح المارّة وسرقة سياراتهم إضافة إلى ضربهم أو قتلهم.. الحال الآمن ما عاد في لبنان.. فقد صبّت علينا الويلات على اختلافها فجأة في كل حيّز ومكان؟!
ما الجديد في صباحاتنا غير العمليات العسكرية والتناوش واصطياد السُكّان.. والحرب مستمرّة ولا تعرف الهدوء ولو لساعة لإراحة المتقاتلين.. وكأنّهم يصارعون الزمان؟! وبالتالي يصارعون وجود لبنان؟!
في جديدنا الوعود الفرنسية والإيطالية لبعث الأمان كدعم الجيش والوعود التي تلقّاها قائد الجيش جوزاف عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وتحرّك الإدارة الفرنسية على محور الاتفاق لاختيار رئيس للبنان بمساعدة اللجنة الخماسية من خلال حوار سياسي ونيابي.. والاختيار لهذا الرئيس كما نعرف في المراحل القريبة أنّه يُنتخب صورياً ويُتّفق عليه من دول الجوار العربية التي تفرض شروطها على اللبنانيين من إيحاءات الشروط أصلاً المفروضة عليها؟!
دوامة انتخاب رئيس للجمهورية ليست وطنية - لبنانية!!! بل وصول رئيس للبنان المطلوب أنْ يكون ضعيفاً كما ورقة خريفية بأيدي مَنْ أوصلوه إلى القصر الرئاسي من جهة.. ومنفّذاً لأجنداتهم الوصائية من جهة ثانية.. وذلك كلّه تِبعاً للإيحاءات التي يتلقونها هم شخصياً من المايسترو الدولي الذي يلعب بحياة الشعوب.. لتبقى هذه الدول مسرحاً لجولاتهم ورقصاتهم على حبال الحوار.. التي لا تقدّم الاستقرار ولا الأمان؟!
فعلاً يا بشر.. كفّوا عنّا مصائبكم المورّدة.. ونعدكم بأنْ لا يستقبل وطننا الهاربين من بطش دولكم.. بعدما أصبحتم تتاجرون بأرواحنا.. فعلاً نحتاج في هذا الوطن إلى رئيس يكون بعضا من الجنرال الرئيس فؤاد شهاب.. (رزق الله على زمانك يا أمير الأمراء؟!)..
في الخلاصة ما نعيشه في لبنان مسرحية عبارة عن مهزلة مُدمِّرة.. إنْ لم يستفق أحرار الوطن ورجالاته الحقيقيون سيذهب الوطن إلى خبر كان!