بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

27 شباط 2024 12:00ص لعنة القرن على لبنان؟!

حجم الخط
تتصارع الكلمات الأليمة على لساني تعبيراً عن ما يجول في الخاطر للصورة السوداوية لما هو الحال في لبنان على كل الصعد؟! ويئن الضمير الحر من نتائج الحرب في الجنوب وما وصل إليه حتى «جدرا ووادي الزينة» على الطريق الساحلي بين صيدا وبيروت؟! وتتعثّر حياة المواطن في ظل الحياة الضنك التي يعيشها وعدم قدرته حتى على شراء ربطة خبز وخلافه من الضروريات بعد أنْ أصبحت الرواتب لا توفّر مصروف الغذاء للعوائل لأكثر من أسبوع؟!
صورة سوداوية للحياة في لبنان.. قصف وتهديم واستشهاد لمَنْ لم يستطيعوا أنْ ينزحوا من الأرض.. ونرى إسرائيل اللقيطة كيف تدمّر البيوت ليلاً ونهاراً فوق رؤوس المواطنين وتحرق أرزاقهم من شجر الزيتون التي بلغ عدد المحروق منها أكثر من ألفي شجرة؟!
المسؤولون اللبنانيون كما خيال الصحاري.. والناس كل الناس يصارعونهم كما يصارعون خيال المآتى.. اللعنة على التحاصص الطائفي البغيض الذي حوّل الحياة بطعم التراب؟!
موظّفو القطاع العام فاقت طلباتهم المتوقع وهذا من حقّهم؟! نعم الدولة مُفلِسة.. والمال العام نُهِبَ من قِبل الميليشيات ومحاسيب الزعماء وأصبح المواطن يخطب ودَّ هؤلاء المحاسيب حتى لا يُسرق النور من عينه؟!
التاجر يسرق المُستهلك.. والسياسي يسرق العقول.. ومجلس النوّاب أصبح مجلساً للنكايات مع أنّ هؤلاء النوّاب وربما جُلّهم يُتاجرون بالمواطن الذي أوصلهم إلى هذه الحال.. وللأسف مقابل مئة دولار سيُعيدون انتخابه للمجلس في كل انتخابات تشريعية؟! إنّها صفاقة القرن الملعون؟!
المطالب الشعبية لعموم الشعب اللبناني باتت معيشية.. والجوعى يمكن أنْ يصمتوا عن كل شيء إلا عن البطون.. مشهدية ليس لها مثيل استلبت عقول وأجساد الشعب؟!
أصحاب الودائع الذين وضعوا إنتاج العمر في المصارف بات حالهم رثّاً.. وكل المحاولات والكلام عن عودة الودائع تدريجياً هو سراب بسراب؟! لأنّ أموالهم سُلِبَتْ ووُضِعَتْ في المصرف المركزي ومهندس السلب حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة تصرّف بهندسته المالية إلى إيصال الحال لما وصلت إليه؟!
لا أدري إذا كان لبنان سيتعافى أو سينزلق أكثر فأكثر ليذوب عن الخريطة في ظل عدم الاتفاق على وصول رئيس للجمهورية لأنّ الأقطاب وكلّ قوّة فاعلة على الأرض منهم تريد أنْ ينفّذ أجنداتها الخاصة؟!
نعم اللبنانيون يعيشون حياةُ كما أولئك الذي يعيشون في الأدغال المِعتمة.. وربما لكثافة السواد ما عادوا يعرفون أصابع اليد.. ولا يُميّزون الإبهام عن السبابة.. إنّها لعنة القرن على لبنان؟!
أخبار ذات صلة